الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  229 94 - حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري ، قال : حدثنا عبد الواحد ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : سألت سليمان بن يسار في الثوب تصيبه الجنابة ، قال : قالت عائشة : كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يخرج إلى الصلاة ، وأثر الغسل فيه بقع الماء .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث لإحدى الترجمتين ، وهي أولاهما ظاهرة ، والمنقري بكسر الميم وسكون النون ، وفتح القاف نسبة إلى بني منقر بطن من تميم ، وهو أبو سلمة التبوذكي ، وعبد الواحد هو ابن زياد المذكور عن قريب ، قوله : " سمعت سليمان بن يسار " هكذا هو عند الأكثرين ، وفي رواية الكشميهني : " سألت سليمان بن يسار " ، قوله : " في الثوب " ، معناه على رواية : " سمعت " أي : سمعت سليمان يقول في حكم الثوب الذي تصيبه الجنابة ، وعلى رواية " سألت " المعنى : قلت لسليمان : ما تقول في الثوب الذي تصيبه الجنابة ، وعلى هذه الرواية يجوز أن تكون كلمة " في " ، بمعنى " من " كما في قوله : ( وهل يعمن من كان في العصر الخالي ) .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كنت أغسله " ، أي : كنت أغسل أثر الجنابة ، قاله الكرماني ، قلت : ليس معناه كذا ; لأن معناه : كنت أغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس المعنى : أغسل أثر المني ، فعلى هذا تذكير الضمير يكون باعتبار معنى الجنابة ; لأن معناها المني ها هنا ، وباقي الكلام فيه قد مر فيما قبله .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية