الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
37 1 - (حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=650036أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=treesubj&link=30483_28276_30495_30496_30502_30524_30538_1213من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
مطابقة الحديث للترجمة من حيث إن مباشرة العمل الذي فيه غفران ما تقدم من الذنوب شعبة من شعب الإيمان، والتقدير في الباب باب nindex.php?page=treesubj&link=2333_1251تطوع قيام رمضان شعبة من شعب الإيمان.
(بيان رجاله) وهم خمسة; الأول: nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أويس الأصبحي المدني ابن أخت شيخه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك.
الثاني: nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس.
الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرة بالجنة أبو إبراهيم، ويقال أبو عبد الرحمن، ويقال أبو عثمان القرشي الزهري المدني، وأمه أخت nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان أول المهاجرات من مكة إلى المدينة. قلت: اسمها nindex.php?page=showalam&ids=11720أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخت عثمان لأمه، أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا وفي العلم وفي غير موضع عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وسعد بن إبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=156وميمونة، وأخرج له أيضا عن عثمان nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد وغيرهما، سمع جمعا من كبار الصحابة منهم أبواه nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وخلائق من التابعين، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=12007أبو زرعة وغيره، وكان كثير الحديث مات سنة خمس وتسعين بالمدينة عن ثلاث وسبعين سنة، وقيل سنة خمس ومائة وهو غلط.
واعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلما قد أخرجا لحميد بن عبد الرحمن الحميري البصري التابعي الفقيه ولا يلتبس بهذا، وإن روى هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة أيضا وغيرهما فاعلمه وما قلت من إخراج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري; لهذا جزم به nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي في كتابه والمزي في (تهذيبه)، وقال الشيخ قطب الدين في شرحه عن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي وصاحب الجمع وعبد الغني وغيرهم أنهم قالوا: لم يخرج له شيئا ولم يخرج [ ص: 233 ] nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه غير حديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=658990 (أفضل الصيام بعد رمضان)، الحديث فقط وما عداه فهو من رواية ابن عوف قال: وقد غلطوا nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي في دعواه إخراج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري له ووهموه، قال: ومما يدل على ذلك أنه لم يذكره nindex.php?page=showalam&ids=12147أبو مسعود الدمشقي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولما ذكر النووي في شرحه nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم حديثه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، قال: اعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يروي عنه اثنان كل منهما nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن أحدهما هذا الحميري والثاني الزهري، قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في جمعه: كل ما في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فهو الزهري إلا في هذا الحديث خاصة، فإن راويه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الحميري، وهذا الحديث لم يذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه قال: ولا ذكر الحميري في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أصلا ولا في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم إلا هذا الحديث. قلت: دعواه أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لم يذكره في صحيحه قد علمت ما فيه، وقوله: ولا في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم إلا هذا الحديث ليس بجيد فقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في ثلاثة أحاديث، أحدها: أول الكتاب حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في القدر عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة عن nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري قالا: لقينا nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وذكر الحديث. الثاني: في الوصايا عن عمرو بن سعيد عن حميد الحميري عن ثلاثة من ولد سعد أن سعدا فذكره. الثالث: فيها عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة، وعن رجل آخر هو في نفسي أفضل من nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة ثم ساقه من حديث قرة قال: وسمى الرجل nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة nindex.php?page=hadith&LINKID=651625 (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: أي يوم هذا)، الحديث.
فائدة: روى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وعثمان رضي الله عنهما كانا يصليان المغرب في رمضان ثم يفطران ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد قال: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وعثمان فذكره، قال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه ولا رآه وسنه وموته يدلان على ذلك ولعله سمع من عثمان رضي الله عنه لأنه كان خاله لأمه; لأن أم مكتوم أخت عثمان وكان يدخل على عثمان كما يدخل ولده.
الخامس: nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه.
(بيان لطائف إسناده) منها أن فيه nindex.php?page=treesubj&link=29140التحديث بصيغة الجمع وصيغة الإفراد والعنعنة، ومنها أن رواته كلهم مدنيون، ومنها أنهم أئمة أجلاء.
(بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الصيام، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه والموطأ وآخرون.
(بيان الإعراب والمعاني); قوله " من " مبتدأ وخبره قوله " غفر له " وهما الشرط والجزاء، ومعنى من قام رمضان nindex.php?page=treesubj&link=2333من قام بالطاعة في ليالي رمضان، ويقال: يريد صلاة التراويح، وقال بعضهم: لا يختص ذلك بصلاة التراويح بل في أي وقت صلى تطوعا حصل له ذلك الفضل، واتفق العلماء على استحباب التراويح واختلفوا في الأفضل، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وجمهور أصحابه nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وابن عبد الحكم من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: إن حضورها في الجماعة في المساجد أفضل كما فعله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم واستمر المسلمون عليه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي وبعض الشافعية وغيرهم: الإفراد بها في البيوت أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=1362nindex.php?page=treesubj&link=23842 (أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة); قوله "إيمانا واحتسابا " منصوبان على الحالية على تأويل مؤمنا ومحتسبا، وقد مر الكلام فيه في باب قيام ليلة القدر من الإيمان أي مصدقا ومريدا به وجه الله تعالى بخلوص النية.
(استنباط الأحكام) الأول: فيه حجة لمن جوز قول رمضان بغير إضافة شهر إليه وهو الصواب، وسيجيء الكلام في بابه. الثاني: فيه الدلالة على nindex.php?page=treesubj&link=30538_29694_2333غفران ما تقدم من الذنوب بقيام رمضان، ودل الحديث الماضي على غفرانها بقيام ليلة القدر، ولا تعارض بينهما فإن كل واحد منهما صالح للتكفير، وقد يقتصر الشخص على قيام ليلة القدر بتوفيق الله له فيحصل ذلك. الثالث: ظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر nindex.php?page=treesubj&link=29703وفضل الله واسع، ولكن المشهور من مذاهب العلماء في هذا الحديث وشبهه كحديث غفران الخطايا بالوضوء وبصوم يوم عرفة ويوم عاشوراء ونحوه أن المراد غفران [ ص: 234 ] الصغائر فقط، كما في حديث الوضوء ما لم يؤت كبيرة ما اجتنبت الكبائر، وقال النووي: في التخصيص نظر لكن أجمعوا على أن الكبائر لا تسقط إلا بالتوبة أو بالحد، فإن قيل: قد ثبت في الصحيح هذا الحديث في قيام رمضان، والآخر في صيامه، والآخر في قيام ليلة القدر، والآخر في صوم عرفة أنه كفارة سنتين، وفي عاشوراء أنه كفارة سنة، والآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=687677 (رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما)، والآخر: (إذا توضأ خرجت خطايا فيه...) إلى آخره، والآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=689986 (مثل الصلوات الخمس كمثل نهر....) إلى آخره، والآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=650738 (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، ونحو ذلك، فكيف الجمع بينها؟ أجيب أن المراد أن كل واحد من هذه الخصال صالحة لتكفير الصغائر، فإن صادفها كفرتها وإن لم يصادفها، فإن كان فاعلها سليما من الصغائر لكونه صغيرا غير مكلف أو موفقا لم يعمل صغيرة أو عملها وتاب أو فعلها وعقبها بحسنة أذهبتها كما قال تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إن الحسنات يذهبن السيئات فهذا يكتب له بها حسنات ويرفع له بها درجات، وقال بعض العلماء: ويرجى أن يخفف بعض الكبيرة أو الكبائر.