الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4702 قال ابن شهاب : وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت ، سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقناها في سورتها في المصحف .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا موصول بالإسناد الأول ، وذكره البخاري موصولا مفردا في الجهاد ، وفي تفسير سورة الأحزاب ، ورواه أيضا في الأحكام عن موسى بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، كما رواه هنا ، وظاهر حديث زيد بن ثابت هذا أنه فقد آية الأحزاب من الصحف التي كان نسخها في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه حتى وجدها مع خزيمة بن ثابت رضي الله تعالى عنه ، ووقع في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب أن فقده إياها إنما كان في خلافة أبي بكر ، وهو وهم منه ، والصحيح ما في الصحيح وأن الذي فقده في خلافة أبي بكر آيتان من آخر براءة ، وأما التي في الأحزاب ففقدها لما كتب المصحف في خلافة عثمان ، وجزم ابن كثير بما وقع في رواية ابن مجمع ، وليس كذلك والله أعلم ، قيل : كيف ألحقها بالمصحف وشرط القرآن التواتر ، وأجيب بأنه كانت مسموعة عندهم من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسورتها وموضعها معلومة لهم ففقدوا كتابتها ، قيل : لما كان القرآن متواترا فما هذا التتبع والنظر في العسب ، وأجيب للاستظهار ، وقد كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليعلم هل فيها قراءة لغير قراءته من وجوهها أم لا ، قيل : شرط القرآن كونه متواترا فكيف أثبت فيه ما لم يجده مع أحد غيره ، وأجيب بأن معناه لم يجده مكتوبا عند غيره ، وأيضا لا يلزم من عدم وجدانه أن لا يكون متواترا وأن لا يجد غيره أو الحفاظ نسوها ثم تذكروها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية