الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4997 46 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن أبي مسعود قال : وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن : الإيمان هاهنا مرتين ، ألا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للذي قبله في قوله : " وأشار " ويحيى بن سعيد هو القطان ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم ، وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو البدري ، ووقع في رواية القابسي والكشميهني ابن مسعود قال عياض : هو وهم وهو كما قال لأن الحديث مضى في بدء الخلق في باب الجن وهو مصرح باسمه ولفظه : حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الإيمان هاهنا " مقول قوله : قال النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن " جملة معترضة بينهما ، ومعنى قوله : " الإيمان يمان " لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة ، وتهامة من أرض اليمن ، ولهذا يقال للكعبة اليمانية ، وقيل : إنما قال هذا القول وهو بتبوك ومكة [ ص: 294 ] والمدينة يومئذ بينه وبين اليمن ، فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة ، وقيل : أراد بهذا القول الأنصار لأنهم يمانيون وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وآووهم ، فنسب الإيمان إليهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وغلظ القلوب " بكسر الغين المعجمة وفتح اللام .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في الفدادين " بالتشديد جمع فداد وهو الشديد الصوت وبالتخفيف جمع الفدان وهو آلة الحرث ، وإنما ذم أهله لأنه يشغل عن أمر الدين ويكون معها قساوة القلب ونحوها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قرنا الشيطان " أي : جانبا رأسه وذلك لأنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين قرنيه فتقع سجدة عبدة الشمس له .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ربيعة ومضر " بدل من الفدادين وهما قبيلتان مشهورتان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية