4784 9 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى ، حدثنا إسماعيل قال : حدثني قيس عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء فقلنا : يا رسول الله ألا نستخصي فنهانا عن ذلك .

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ تُعْلَمُ بِالدِّقَّةِ فِي النَّظَرِ وَهُوَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَهَاهُمْ عَنِ الِاخْتِصَاءِ مَعَ احْتِيَاجِهِمْ إِلَى النِّسَاءِ وَمَعَ فَقْرِهِمْ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي هَذَا الْخَبَرِ عَلَى مَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَكَانَ مَعَ كُلٍّ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَأَنَّهُ أَجَازَ لَهُمُالتَّزْوِيجَ بِمَا مَعَهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ .

وَيَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، وَإِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ سَعْدٌ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ وَقَيْسٌ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَوْفٌ الْأَحْمَسِيُّ الْبَجَلِيُّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَمَا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَدِيثُ قَدْ مَرَّ فِي التَّفْسِيرِ .

قَوْلُهُ : " عَنْ ذَلِكَ " أَيْ عَنِ الِاسْتِخْصَاءِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ حَرَامٌ فِي الْآدَمِيِّ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا ; لِأَنَّ فِيهِ تَغْيِيرُ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى وَلِمَا فِيهِ مِنْ قَطْعِ النَّسْلِ وَتَعْذِيبِ الْحَيَوَانِ قَالَ الْبَغَوِيُّ : وَكَذَا كُلُّ حَيَوَانٍ لَا يُؤْكَلُ وَأَمَّا الْمَأْكُولُ فَيَجُوزُ فِي صِغَرِهِ وَيَحْرُمُ فِي كِبَرِهِ .

مطابقته للترجمة تعلم بالدقة في النظر وهو أنه صلى الله عليه وسلم لما نهاهم عن الاختصاء مع احتياجهم إلى النساء ومع فقرهم كما صرح به في هذا الخبر على ما يأتي إن شاء الله تعالى ، وكان مع كل منهم شيء من القرآن كأنه أجاز لهمالتزويج بما معهم من القرآن .

ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد سعد البجلي الكوفي وقيس هو ابن أبي حازم عوف الأحمسي البجلي قدم المدينة بعدما قبض النبي صلى الله عليه وسلم والحديث قد مر في التفسير .

قوله : " عن ذلك " أي عن الاستخصاء فدل على أنه حرام في الآدمي صغيرا كان أو كبيرا ; لأن فيه تغيير خلق الله تعالى ولما فيه من قطع النسل وتعذيب الحيوان قال البغوي : وكذا كل حيوان لا يؤكل وأما المأكول فيجوز في صغره ويحرم في كبره .