الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4791 16 - حدثنا أبو النعمان ، حدثنا هشيم ، حدثنا سيار ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال : قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة فتعجلت على بعير لي قطوف فلحقني راكب من خلفي فنخس بعيري بعنزة كانت معه فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما يعجلك ؟ قلت : كنت حديث عهد بعرس قال : أبكرا أم ثيبا ؟ قلت : ثيب قال : فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ قال : فلما ذهبنا لندخل قال : أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " قلت ثيب " وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي ، وهشيم مصغر هشم ابن بشير مصغر بشر .

                                                                                                                                                                                  وسيار بفتح السين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف ، وفي آخره راء ابن أبي سيار ، واسمه وردان أبو الحكم العنزي الواسطي والشعبي عامر بن شراحيل .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر مطولا ومختصرا في البيوع والاستقراض والجهاد والشروط ومر الكلام فيه في كل باب بما يحتاج إليه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قفلنا " أي رجعنا ، قوله : " من غزوة " وهي غزوة تبوك ، قوله : " قطوف " بفتح القاف أي بطيء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بعنزة " وهي أقصر من الرمح وأطول من العصا وفي البيوع ضربه بمحجن وهو الصولجان ولا منافاة بينهما لأنه إذا كان أحد طرفيه معوجا ، والآخر فيه حديد يصدق اللفظان عليه .

                                                                                                                                                                                  قوله : فإذا النبي أي فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : ما يعجلك ؟ أي ما سبب إسراعك ، قوله : حديث عهد بعرس أي قريب عهد بالدخول على المرأة ، قوله : " أبكرا " منصوب بمقدر أي أتزوجت بكرا ، قوله : " ثيب " خبر مبتدأ محذوف أي هي ثيب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فهلا جارية " أي فهلا تزوجت جارية وكلمة هلا للتحضيض ، قوله : " ليلا " أي عشاء ، قال الكرماني : إنما فسر الليل بالعشاء لئلا ينافي ما تقدم في كتاب العمرة في باب لا يطرق أهله أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق أهله ليلا قلت : هذا غير مخالف ; لأن هذا قاله لمن يقدم بغتة من غير أن يعلم أهله به ، وأما هنا فتقدم خبر مجيء الجيش والعلم بوصوله وقت كذا وكذا .

                                                                                                                                                                                  قوله : الشعثة بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة بعدها ثاء مثلثة ; لأن التي يغيب زوجها في مظنة عدم التزين وقيل : الشعثة منتشرة الشعر مغبرة الرأس .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وتستحد المغيبة " أي تستعمل الحديدة في إزالة الشعر والمغيبة بضم الميم وكسر الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة من أغابت المرأة إذا غاب زوجها فهي مغيبة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية