الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4823 49 - حدثنا محمد بن سلام ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا هشام ، عن أبيه قال : كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت : ترجي من تشاء منهن قلت : يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من أول الحديث وابن فضيل هو محمد بن فضيل مصغر فضل ، وهشام يروي عن أبيه عروة بن الزبير ، والحديث قد مر في تفسير سورة الأحزاب وخولة بفتح الخاء المعجمة بنت حكيم بفتح الحاء المهملة ، ويقال : خويلة بالتصغير بنت حكيم بن أمية كانت امرأة عثمان بن مظعون وكانت امرأة صالحة وقال أبو عمر : تكنى أم شريك ، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم في قول بعضهم وقد ذكرنا الاختلاف فيه في سورة الأحزاب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا يسارع في هواك " أي في الذي تحبه يعني ما أرى إلا أن الله تعالى موجد لمرادك بلا تأخير منزلا لما تحبه وترضى ، وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة وهو من نوع قولها ما أحمدكما وما أحمد إلا الله وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يحمل على ظاهره ; لأنه لا ينطق عن الهوى ، ولا يفعل بالهوى ولو قالت : إلى مرضاتك لكان أليق ، ولكن الغيرة تغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك قلت : الذي ذكرته أحسن من هذا على ما لا يخفى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية