الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4828 54 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا مرحوم قال : سمعت ثابتا البناني قال : كنت عند أنس وعنده ابنة له قال أنس : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت : يا رسول الله ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه قال : هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : تعرض عليه نفسها ، وفي قوله : فعرضت عليه نفسها ، وعلي بن عبد الله هو ابن المديني ومرحوم على صيغة اسم المفعول من الرحمة ابن عبد العزيز بن مهران البصري مولى آل أبي سفيان ثقة مات سنة سبع وثمانين ومائة وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وأورد الحديث أيضا في الأدب بهذا الإسناد وثابت البناني بضم الباء الموحدة وتخفيف النون الأولى .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه النسائي في النكاح ، عن ابن المثنى وغيره وأخرجه ابن ماجه فيه ، عن بكر بن خلف وغيره .

                                                                                                                                                                                  قوله : حدثنا مرحوم كذا في رواية الأكثرين مذكور بغير نسبة وفي رواية أبي ذر مرحوم بن عبد العزيز بن مهران ، قوله : وعنده ابنة له أي ابنة لأنس ولم يدر اسمها ، وقيل : بالظن لعلها أمينة بالتصغير .

                                                                                                                                                                                  قوله : " جاءت امرأة " لم يدر اسمها ، وقال بعضهم : وأشبه من رأيت بقصتها ممن تقدم ذكر اسمهن في الواهبات ليلى بنت قيس بن الخطيم قلت : هذا حديث أنس وهو غير حديث سهل بن سعد فتختلف صاحبة القصة ، قوله : واسوأتاه الواو فيه للنداء ولكن هي الواو التي تختص بالندبة والألف فيه للندبة والهاء للسكت نحو وازيداه ، والسوأة بفتح السين المهملة وسكون الواو بعدها همزة وهي الفعلة الفاحشة والفضيحة ، ويطلق على الفرج أيضا ، والمراد هنا الأول وهي هنا مكررة .

                                                                                                                                                                                  قوله : هي خير منك فيه دليل على جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح وتعرف رغبتها فيه لصلاحه وفضله أو لعلمه وشرفه أو لخصلة من خصال الدين وأنه لا عار عليها في ذلك بل ذلك يدل على فضلها وبنت أنس رضي الله تعالى عنهما نظرت إلى ظاهر الصورة ولم تدرك هذا المعنى حتى قال أنس : هي خير منك وأما التي تعرض نفسها على الرجل لأجل غرض من الأغراض الدنياوية فأقبح ما يكون من الأمر وأفضحه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية