الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  أكننتم أضمرتم في أنفسكم ، وكل شيء صنته أو أضمرته فهو مكنون .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قوله : أكننتم " من الإكنان وهو الإضمار في النفس وأشار بقوله : فهو مكنون إلى أن ثلاثي أكننتم من كن يكن فهو مكنون أي مستور ومحفوظ ، وقال ابن الأثير : يقال كننته أكنه كنا والاسم الكن يعني المصدر بالفتح والاسم بالكسر وفي التفسير يعني أضمرتم في قلوبكم ولم تذكروه بألسنتكم وهذا في خطبة النساء وقد نفى الله الجناح في التعريض في خطبة النساء وهن في العدة وذكر أولا التعريض بقوله : ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة والتعريض أن يقول إنك لجميلة أو صالحة ومن غرضي أن أتزوج وعسى الله أن ييسر لي امرأة صالحة ونحو ذلك من الكلام الموهم أنه يريد نكاحها حتى تحبس نفسها عليه إن رغبت فيه ولا يصرح بالنكاح فلا يقول : إني أريد أن أنكحك أو أتزوجك أو أخطبك والفرق بين التعريض والكناية أن التعريض أن تذكر شيئا يدل على شيء لم تذكره كما يقول المحتاج للمحتاج إليه جئتك لأسلم عليك ولأنظر إلى وجهك الكريم .

                                                                                                                                                                                  والكناية أن يذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له كقولك : طويل النجاد لطول القامة ، وكثير الرماد للمضياف ثم قال الله تعالى : علم الله أنكم ستذكرونهن يعني لا تصبرون ، عن النطق برغبتكم فيهن وفيه نوع توبيخ ثم قال ولكن لا تواعدوهن فيه حذف تقديره فاذكروهن ولكن لا تواعدوهن سرا وهو كناية ، عن النكاح الذي هو الوطء ثم عبر بالسر ، عن النكاح الذي هو العقد بقوله : إلا أن تقولوا قولا معروفا وهو أن تعرضوا ولا تصرحوا ثم قال : ولا تعزموا عقدة النكاح أي لا تقصدوها حتى يبلغ الكتاب أجله يعني ما كتب وفرض من العدة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية