الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4945 172 - حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا محارب بن دثار قال : سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من لفظ الحديث ، والترجمة مشتملة على ثلاثة أجزاء ; الأول : قوله " لا يطرق أهله ليلا " ، وهذا الحديث يطابقه . الجزء الثاني : قوله " إذا أطال الغيبة " ، فلا يطابقه إلا الحديث الذي يأتي وهو رواية الشعبي عن جابر . الجزء الثالث : قوله " مخافة أن يخونهم " ، لا يطابقه شيء من حديث الباب ، وإنما ورد هذا في طريق آخر لحديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن محارب بن دثار عن جابر رضي الله عنه قال : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلا فيخونهم أو يطلب عثراتهم . وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عنه ، وأخرجه النسائي من رواية أبي نعيم عن سفيان كذلك ، وأخرجه أبو عوانة من وجه آخر عن سفيان كذلك .

                                                                                                                                                                                  فبين الشارع بهذا اللفظ المعنى الذي من أجله نهى أن يطرق أهله ليلا ، ومعنى كون طروق الليل سببا لتخوينهم أنه وقت خلوة وانقطاع مراقبة الناس بعضهم لبعض فكان ذلك سببا لتوطن أهله به ولا سيما إذا أطال الغيبة ; لأن طول الغيبة مظنة الأمن من الهجوم بخلاف ما إذا خرج لحاجته مثلا نهارا ورجع ليلا لا يتأتى له ما يحذر من الذي يطيل الغيبة ، ومن أعلم أهله بوصوله في وقت كذا مثلا لا يتناوله هذا النهي .

                                                                                                                                                                                  وأخرج حديث جابر هذا عن آدم ابن أبي [ ص: 221 ] إياس عن شعبة عن محارب - ضد المصالح - ابن دثار - ضد الشعار - عن جابر ، ومضى الحديث في الحج عن مسلم بن إبراهيم ، وكان السبب في ذلك ما أخرجه أبو عوانة من حديث محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله أن عبد الله بن رواحة أتى امرأته ليلا وعندها امرأة تمشطها فظنها رجلا ، فأشار إليها بالسيف ، فلما ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية