الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4957 وقال الحسين بن الوليد النيسابوري ، عن عبد الرحمن ، عن عباس بن سهل ، عن أبيه وأبي أسيد ، قالا : تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أميمة بنت شراحيل ، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يخرجها ويكسوها ثوبين رازقيين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الحسين بن الوليد - بفتح الواو - النيسابوري الفقيه السخي الورع ، ورواية البخاري عنه معلقة ; لأن وفاة الحسين سنة ثنتين ومائتين ومولد البخاري سنة أربع وتسعين ومائة ، ووفاته سنة ست وخمسين ومائتين .

                                                                                                                                                                                  وعبد الرحمن هو ابن الغسيل
                                                                                                                                                                                  ، وعباس بن سهل يروي عن أبيه سهل بن سعد وأبي أسيد المذكور ، كلاهما قالا : تزوج النبي صلى الله عليه وسلم - إلى آخره ، وهذا التعليق وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق أبي أحمد الفراء عن الحسين بن الوليد .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أميمة بنت شراحيل ) ، وهي أميمة بنت النعمان بن شراحيل المذكورة في الحديث السابق ، ولكن هنا نسبها إلى جدها .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أن يخرجها ) ، ويروى " ويجهزها ويكسوها " . قال ابن المرابط : أمر - صلى الله عليه وسلم - بالكسوة لها تفضلا منه عليها ; لأن ذلك لم يكن لازما له لأنها لم تكن زوجة . وبهذا التبويب خرجه النسائي ، فإن قلت : قال ابن الجوزي إن بعض نسائه - صلى الله عليه وسلم - قالت لها إذا أردت الحظوة فقولي له أعوذ بالله منك ! قلت : فيه نظر لما في نفس الحديث من أنها لم تعرفه ، وإنما نظر إليها نظر الخاطب للمخطوبة . فإن قلت : ذكر الدارقطني في سننه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كشف خمار امرأة ونظر إليها فقد وجب الصداق ، دخل بها أو لم يدخل ! قلت : هذا مع إرساله فيه ابن لهيعة ، ويحمل على أنه بعد العقد .

                                                                                                                                                                                  وذكر المهلب أن هذه الكسوة هي المتعة التي للمطلقة التي لم يدخل بها ، وقال ابن التين : يحتمل أن يكون عقد نكاحها تفويضا فيكون لها المتعة ، أو يكون سمى لها صداقا فتفضل عليها بذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية