دَفْعُكَ دَاوَانِي وَقَدْ جَوِيتُ لَمَّا عَلَا كَعْبُكَ لِي عَلِيتُ
فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ هَذَا رِوَايَةُ الْأَكْثَرِينَ ، أَعْنِي عَلَانِي ، وَفِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=16846كَرِيمَةَ " تَجَلَّانِي " بِفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَأَصْلُهُ تَجَلَّلَنِي أَيْ عَلَانِي ، قَالَ فِي الْعُبَابِ : تَجَلَّلَهُ أَيْ عَلَاهُ ، قُلْتُ هَذَا مِثْلُ تَقَضَّى الْبَازِي أَصْلُهُ تَقَضَّضَ ، فَاسْتَثْقَلُوا ثَلَاثَ ضَادَاتٍ فَأَبْدَلُوا مِنْ إِحْدَاهُنَّ يَاءً فَصَارَ يَاءً ، وَكَذَلِكَ اسْتَثْقَلُوا ثَلَاثَ لَامَاتٍ فَأَبْدَلُوا مِنْ إِحْدَاهُنَّ يَاءً فَصَارَ تَجَلَّى ، وَرُبَّمَا يَظُنُّهُ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ مِنْ مَوَادِّ الْكَلَامِ أَنَّ هَذَا مِنَ النَّوَاقِصِ ، وَهُوَ مِنَ الْمُضَاعَفِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : تَجَلَّانِي بِمُثَنَّاةٍ وَجِيمٍ وَلَامٍ مُشَدَّدَةٍ ، وَجَلَالُ الشَّيْءِ مَا غُطِّيَ بِهِ ، قُلْتُ : الْجُلَّالُ جَمْعُ جُلِّ الْفَرَسِ ، وَلَا مُنَاسَبَةَ لِذِكْرِهِ مَعَ تَجَلَّانِي وَإِنْ كَانَا مُشْتَرِكَيْنِ فِي أَصْلِ الْمَادَّةِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِعْلٌ مِنْ بَابِ التَّفْعِيلِ وَهَذَا اسْمٌ وَهُوَ جَمْعٌ ، وَلَوْ قَالَ وَمِنْهُ جَلَالُ الشَّيْءِ كَانَ لَا بَأْسَ بِهِ ; تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُمَا مُشْتَرِكَانِ فِي أَصْلِ الْمَادَّةِ ، وَأَيْضًا لَا يُقَالُ جَلَالُ الشَّيْءِ مَا غُطِّيَ بِهِ بَلِ الَّذِي يُقَالُ جَلَّ الشَّيْءُ ، قَوْلُهُ “ الْغَشْيُ " بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ آخِرُ الْحُرُوفِ مُخَفَّفَةٌ مِنْ غَشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً وَغَشْيًا وَغَشَيَانًا فَهُوَ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ ، وَاسْتَغْشَى بِثَوْبِهِ وَتَغَشَّى أَيْ تَغَطَّى بِهِ ، وَقَالَ الْقَاضِي : رَوَيْنَاهُ فِي nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ بِكَسْرِ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَبِإِسْكَانِ الشِّينِ وَالْيَاءِ وَهُمَا بِمَعْنَى الْغِشَاوَةِ ; وَذَلِكَ لِطُولِ الْقِيَامِ وَكَثْرَةِ الْحَرِّ ، وَلِذَلِكَ قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي أَوْ عَلَى وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ ، قَالَ الْكِرْمَانِيُّ : الْغَشِيُّ بِكَسْرِ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مَرَضٌ مَعْرُوفٌ يَحْصُلُ بِطُولِ الْقِيَامِ فِي الْحَرِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَعَرَّفَهُ أَهْلُ الطِّبِّ بِأَنَّهُ تَعَطُّلُ الْقُوَى الْمُحَرِّكَةِ وَالْحَسَّاسَةِ لِضَعْفِ الْقَلْبِ وَاجْتِمَاعِ الرُّوحِ كُلِّهِ إِلَيْهِ ، فَإِنْ قُلْتَ : إِذَا تَعَطَّلَتِ الْقُوَى فَكَيْفَ صَبَّتِ الْمَاءَ ، قُلْتُ : أَرَادَتْ بِالْغَشْيِ الْحَالَةَ الْقَرِيبَةَ مِنْهُ فَأَطْلَقَتِ الْغَشْيَ عَلَيْهَا مَجَازًا ، أَوْ كَانَ الصَّبُّ بَعْدَ الْإِفَاقَةِ مِنْهُ ، قَالَ بَعْضُ الشَّارِحِينَ : وَيُرْوَى بِعَيْنٍ مُهْمِلَةٍ ، قَالَ الْقَاضِي : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَفِي الْمَطَالِعِ : الْغَشِيُّ بِكَسْرِ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ كَذَا قَيَّدَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13722الْأَصِيلِيُّ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمُ الْغَشْيَ ، وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ يُرِيدُ الْغِشَاوَةَ وَهُوَ الْغِطَاءُ ، وَرَوَيْنَاهُ عَنِ الْفَقِيهِ ابْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيِّ الْعَشِيَّ بِعَيْنٍ مُهْمِلَةٍ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ، قَوْلُهُ “ تُفْتَنُونَ " أَيْ تُمْتَحَنُونَ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14038الْجَوْهَرِيُّ : الْفِتْنَةُ الِامْتِحَانُ وَالِاخْتِبَارُ ، تَقُولُ : فَتَنْتُ الذَّهَبَ إِذَا أَدْخَلْتَهُ النَّارَ لِتَنْظُرَ مَا جَوْدَتُهُ ، وَدِينَارٌ مَفْتُونٌ ، وَيُسَمَّى الصَّائِغُ الْفَتَّانَ ، وَأُفْتِنَ الرَّجُلُ وَفُتِنَ فَهُوَ مَفْتُونٌ إِذَا أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ فَذَهَبَ مَالُهُ وَعَقْلُهُ ، وَكَذَلِكَ إِذَا اخْتُبِرَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا قَوْلُهُ “ nindex.php?page=treesubj&link=30255الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " إِنَّمَا سُمِّيَ مَسِيحًا لِأَنَّهُ يَمْسَحُ الْأَرْضَ ، أَوْ لِأَنَّهُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ ، قَالَ فِي الْعُبَابِ : الْمَسِيحُ الْمَمْسُوحُ بِالشُّومِ ، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنُ دُرَيْدٍ : سَمَّتِ الْيَهُودُ الدَّجَّالَ مَسِيحًا لِأَنَّهُ مَمْسُوحُ إِحْدَى الْعَيْنَيْنِ ، وَبَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ يَقُولُونَ فِيهِ الْمَسِيحَ مِثَالُ سَكِيتٍ لِأَنَّهُ مُسِحَ خَلْقُهُ أَيْ شُوِّهَ ، وَأَمَّا الْمَسِيحُ بِالْفَتْحِ فَهُوَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13484ابْنُ مَاكُولَا عَنْ شَيْخِهِ : الصَّوَابُ هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ الْمَسِيخُ ، يُقَالُ مَسَحَهُ اللَّهُ بِالْمُهْمَلَةِ إِذَا خَلَقَهُ خَلْقًا حَسَنًا ، وَمَسَخَهُ بِالْمُعْجَمَةِ إِذَا خَلَقَهُ خَلْقًا مَلْعُونًا ، وَالدَّجَّالُ عَلَى وَزْنِ فَعَّالٍ مِنَ الدَّجَلِ وَهُوَ الْكَذِبُ وَالتَّمْوِيهُ وَخَلْطُ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ وَهُوَ كَذَّابٌ مُمَوِّهٌ خَلَّاطٌ ، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ : سَمِّي دَجَّالًا لِضَرْبِهِ فِي الْأَرْضِ وَقَطْعِهِ أَكْثَرَ نَوَاحِيهَا ، يُقَالُ دَجَلَ الرَّجُلُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَيُقَالُ دَجَلَ إِذَا لَبَّسَ ، وَيُقَالُ الدَّجْلُ طَلْيُ الْبَعِيرِ بِالْقَطْرَانِ وَبِغَيْرِهِ ، وَمِنْهُ سُمِّي الدَّجَّالُ ، وَيُقَالُ لِمَاءِ الذَّهَبِ دُجَالٌ بِالضَّمِّ ، وَشُبِّهَ الدَّجَّالُ بِهِ لِأَنَّهُ يُظْهِرُ خِلَافَ مَا يُضْمِرُ ، وَيُقَالُ الدَّجَلُ السِّحْرُ وَالْكَذِبُ ، وَكُلُّ كَذَّابٍ دَجَّالٌ ، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنُ دُرَيْدٍ : سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْأَرْضَ بِالْجَمْعِ الْكَثِيرِ مِثْلَ دِجْلَةَ تُغَطِّي الْأَرْضَ بِمَائِهَا ، وَالدَّجَلُ التَّغْطِيَةُ ، يُقَالُ دَجَلَ فُلَانٌ الْحَقَّ بِبَاطِلِهِ أَيْ غَطَّاهُ ، يُقَالُ دَجَلَ الرَّجُلُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ مَعَ فَتْحِ الْجِيمِ ، وَدَجُلَ أَيْضًا بِالضَّمِّ مُخَفَّفًا .أَمَامَ وَخَلْفَ الْمَرْءِ مِنْ لُطْفِ رَبِّهِ كَوَالٍ تَرَوَّى عَنْهُ مَا هُوَ يَحْذَرُ
مَهْ عَاذِلِي فَهَائِمًا لَنْ أَبَرَحَا كَمِثْلِ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى
بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الْأَسَدِ
قُلْتُ : قَوْلُهُ " لَيْسَ هُنَا مُضَافَانِ " غَيْرُ صَحِيحٍ بَلْ هَا هُنَا مُضَافَانِ صَرِيحًا وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَمَا مَرَّ فِي الْبَيْتِ الْمَذْكُورِ ، وَأَمَّا وَجْهُ الرِّوَايَةِ الثَّالِثَةِ فَهُوَ أَنْ يَكُونَ مِثْلًا مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ صِفَةً لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ وَ " أَوْ قَرِيبًا " عَطْفٌ عَلَيْهِ ، وَالتَّقْدِيرُ nindex.php?page=treesubj&link=32925تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ فِتْنَةً مِثْلًا أَيْ مُمَاثِلًا فِتْنَةَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ أَوْ فِتْنَةً قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، أَمَّا وَجْهُ مِنْ فِي رِوَايَةِ مَنْ أَثْبَتَهَا قَبْلَ قَوْلِهِ " فِتْنَةِ الْمَسِيحِ " عَلَى تَقْدِيرِ إِضَافَةِ الْمِثْلِ أَوِ الْقَرِيبِ إِلَى فِتْنَةِ الْمَسِيحِ فَعَلَى نَوْعَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّ إِظْهَارَ حَرْفِ الْجَرِّ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ لَا يَمْتَنِعُ عِنْدَ قَوْمٍ مِنَ النُّحَاةِ وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِكَ أَلَّا أَبَا لَكَ ، وَالْآخَرُ مَا قِيلَ إِنَّهُمَا لَيْسَا بِمُضَافَيْنِ إِلَى فِتْنَةِ الْمَسِيحِ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ بَلْ هُمَا مُضَافَانِ إِلَى فِتْنَةٍ مُقَدَّرَةٍ ، وَالْمَذْكُورَةُ بَيَانٌ لِتِلْكَ الْمُقَدَّرَةِ فَافْهَمْ ، قَوْلُهُ “ لَا أَدْرِي " جُمْلَةٌ مِنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ ، قَوْلُهُ “ أَيُّ ذَلِكَ " كَلَامٌ إِضَافِيٌّ ، وَ " أَيُّ " مَرْفُوعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ قَوْلُهُ “ قَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءُ " وَضَمِيرُ الْمَفْعُولِ مَحْذُوفٌ أَيْ قَالَتْهُ ، ثُمَّ قَوْلُهُ “ أَيْ " يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامِيَّةً وَمَوْصُولَةً ، فَإِنْ كَانَتِ اسْتِفْهَامِيَّةً يَكُونُ فِعْلُ الدِّرَايَةِ مُعَلَّقًا بِالِاسْتِفْهَامِ لِأَنَّهُ مِنْ أَفْعَالِ الْقُلُوبِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَيْ مَبْنِيًّا عَلَى الضَّمِّ مُبْتَدَأً عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ صَدْرِ صِلَتِهِ ، وَالتَّقْدِيرُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ هُوَ قَالَتْهُ أَسْمَاءُ ، وَإِنْ كَانَتْ مَوْصُولَةً تَكُونُ أَيٌّ مَنْصُوبَةً بِأَنَّهَا مَفْعُولٌ لَا أَدْرِي ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ انْتِصَابُهَا بِقَالَتْ سَوَاءٌ كَانَتْ أَيٌّ مَوْصُولَةً أَوِ اسْتِفْهَامِيَّةً ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ شَرِيطَةِ التَّفْسِيرِ بِأَنْ يَشْتَغِلَ قَالَتْ بِضَمِيرِهِ الْمَحْذُوفِ ، قَوْلُهُ “ يُقَالُ " بَيَانٌ لِقَوْلِهِ " تُفْتَنُونَ " وَلِهَذَا تُرِكَ الْعَاطِفُ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ ، قَوْلُهُ “ مَا عِلْمُكَ " جُمْلَةٌ مِنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ وَقَعَتْ مَقُولَ الْقَوْلِ ، قَوْلُهُ “ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ " كَلِمَةُ أَمَّا لِلتَّفْصِيلِ تَتَضَمَّنُ مَعْنَى الشَّرْطِ فَلِذَلِكَ دَخَلْتُ فِي جَوَابِهَا الْفَاءُ وَهُوَ قَوْلُهُ " فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ " قَوْلُهُ “ أَوِ الْمُوقِنُ " شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي وَهِيَ فَاطِمَةٌ ، قَوْلُهُ “ لَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءَ " جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ أَيْضًا ، قَوْلُهُ “ هُوَ مُحَمَّدٌ " جُمْلَةٌ مِنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ “ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ " قَوْلُهُ “ جَاءَنَا " جُمْلَةٌ مِنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُوَ جَاءَنَا ، قَوْلُهُ “ فَأَجَبْنَا " عَطْفٌ عَلَى جَاءَنَا ، وَقَوْلُهُ " وَاتَّبَعْنَا " عَطْفٌ عَلَى أَجَبْنَا ، قَوْلُهُ “ هُوَ مُحَمَّدٌ “ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، قَوْلُهُ “ ثَلَاثًا " نُصِبَ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ يَقُولُ الْمُؤْمِنُ هُوَ مُحَمَّدٌ ، قَوْلُهُ “ قَوْلًا ثَلَاثًا " أَيْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَرَّتَيْنِ بِلَفْظِ مُحَمَّدٍ وَمَرَّةً بِصِفَتِهِ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا يُقَالُ إِذَا قَالَ هَذَا الْمَذْكُورُ أَيْ مَجْمُوعُهُ ثَلَاثًا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ هُوَ مُحَمَّدٌ مَقُولًا تِسْعَ مَرَّاتٍ ; وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّا نَقُولُ لَفْظَ ثَلَاثًا ذُكِرَ لِلتَّأْكِيدِ الْمَذْكُورِ فَلَا يَكُونُ الْمَقُولُ إِلَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، قَوْلُهُ “ فَيُقَالُ " عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ " فَيَقُولُ " قَوْلُهُ “ نَمْ صَالِحًا " جُمْلَةٌ وَقَعَتْ مَقُولَ الْقَوْلِ وَ " صَالِحًا " نُصِبَ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي نَمْ وَهُوَ أَمْرٌ مِنْ نَامَ يَنَامُ ، قَوْلُهُ “ إِنْ كُنْتَ " كَلِمَةُ إِنْ هَذِهِ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ أَيْ إِنِ الشَّأْنَ كُنْتَ وَهِيَ مَكْسُورَةٌ وَدَخَلَتِ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ " لَمُوقِنًا " لِتُفَرُّقٍ بَيْنَ إِنْ هَذِهِ وَبَيْنَ إِنِ النَّافِيَةِ ، هَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ ، وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ : إِنْ بِمَعْنَى مَا وَاللَّامُ بِمَعْنَى إِلَّا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ أَيْ مَا كَلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ، وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ هَا هُنَا مَا كُنْتُ إِلَّا مُوقِنًا ، وَحَكَى nindex.php?page=showalam&ids=14486السَّفَاقِسِيُّ فَتْحَ إِنْ عَلَى جَعْلِهَا مَصْدَرِيَّةً أَيْ عَلِمْنَا كَوْنَكَ مُوقِنًا بِهِ ، وَيَرُدُّ مَا قَالَهُ دُخُولُ اللَّامِ ، قَوْلُهُ “ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ " عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ " فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ " وَقَوْلُهُ " فَيَقُولُ لَا أَدْرِي " جَوَابُ أَمَّا وَمَفْعُولُهُ مَحْذُوفٌ أَيْ لَا أَدْرِي مَا أَقُولُ ، قَوْلُهُ “ يَقُولُونَ " حَالٌ مِنَ النَّاسِ وَ " شَيْئًا " مَفْعُولُهُ ، قَوْلُهُ “ فَقُلْتُهُ " عَطْفٌ عَلَى يَقُولُونَ .أَحَمَى أَبَاكُنَّ يَا لَيْلَى الْأَمَادِيحُ
إِنَّهُ الْتِفَاتٌ ، وَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ قُلْتُ : الْجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ الْمَعَانِي عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ ، وَلَا يُسَمَّى هَذَا الْتِفَاتًا إِلَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ الِالْتِفَاتَ هُوَ انْتِقَالٌ مِنْ صِيغَةٍ إِلَى صِيغَةٍ أُخْرَى سَوَاءٌ كَانَ مِنَ الضَّمَائِرِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ أَوْ مِنْ غَيْرِهَا ، وَالتَّفْسِيرُ الْمَشْهُورُ أَنَّ الِالْتِفَاتَ هُوَ التَّعْبِيرُ عَنْ مَعْنَى بِطَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَ التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِطَرِيقٍ آخَرَ مِنَ الطُّرُقِ الثَّلَاثَةِ وَهِيَ التَّكَلُّمُ وَالْخِطَابُ وَالْغَيْبَةُ ، أَمَّا الشِّعْرُ فَإِنَّ فِيهِ تَخْصِيصَ الْخِطَابِ بَعْدَ التَّعْمِيمِ لِكَوْنِ الْمَقْصُودِ الْأَعْظَمِ هُوَ خِطَابُ لَيْلَى ، وَأَمَّا الْآيَةُ فَقَدْ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : خُصَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنِّدَاءِ وَعَمَّ بِالْخِطَابِ ; لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَقُدْوَتُهُمْ ، كَمَا يُقَالُ لِرَئِيسِ الْقَوْمِ وَكَبِيرِهِمْ يَا فُلَانُ افْعَلُوا كَيْتَ وَكَيْتَ ، إِظْهَارًا لِتَقَدُّمِهِ وَاعْتِبَارًا لِتَرَؤُّسِهِ وَأَنَّهُ مِدْرَةُ قَوْمِهِ وَلِسَانُهُمْ وَالَّذِي يَصْدُرُ عَنْهُمْ رَأْيُهُ وَلَا يَسْتَبِدُّونَ بِأَمْرٍ دُونَهُ ، فَكَانَ هُوَ وَحْدَهُ فِي حُكْمِ كُلِّهِمْ وَسَادًا مَسَدَّ جَمِيعِهِمْ ، قَوْلُهُ “ بِهَذَا الرَّجُلِ " أَيْ بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ بِي لِأَنَّهُ حِكَايَةٌ عَنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ لِلْمَقْبُورِ ، وَالْقَائِلُ هُمَا الْمَلَكَانِ السَّائِلَانِ الْمُسَمَّيَانِ بِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ ، فَإِنْ قُلْتَ : لِمَ لَا يَقُولَانِ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قُلْتُ : لِئَلَّا يَتَلَقَّنَ الْمَقْبُورُ مِنْهُمَا إِكْرَامَ الرَّسُولِ وَرَفْعَ مَرْتَبَتِهِ فَيُعَظِّمُهُ تَقْلِيدًا لَهُمَا لَا اعْتِقَادًا ، قَوْلُهُ “ أَوِ الْمُوقِنُ " أَيِ الْمُصَدِّقُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَوِ الْمُوقِنُ بِنُبُوَّتِهِ ، قَوْلُهُ “ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ " أَيْ بِالْمُعْجِزَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى نُبُوَّتِهِ وَ " الْهُدَى " أَيِ الدَّلَالَةِ الْمُوصِلَةِ إِلَى الْبُغْيَةِ أَوِ الْإِرْشَادِ إِلَى الطَّرِيقِ الْحَقِّ الْوَاضِحِ ، قَوْلُهُ “ فَأَجَبْنَا " أَيْ قَبِلْنَا نُبُوَّتَهُ مُعْتَقِدِينَ حَقِّيَّتَهَا مُعْتَرِفِينَ بِهَا وَاتَّبَعْنَاهُ فِيمَا جَاءَ بِهِ إِلَيْنَا ، وَيُقَالُ : الْإِجَابَةُ تَتَعَلَّقُ بِالْعِلْمِ وَالِاتِّبَاعِ بِالْعَمَلِ ، قَوْلُهُ “ صَالِحًا " أَيْ مُنْتَفِعًا بِأَعْمَالِكَ وَأَحْوَالِكَ إِذِ الصَّلَاحُ كَوْنُ الشَّيْءِ فِي حَدِّ الِانْتِفَاعِ ، وَيُقَالُ لَا رَوْعَ عَلَيْكَ مِمَّا يُرَوَّعُ بِهِ الْكُفَّارُ مِنْ عَرْضِهِمْ عَلَى النَّارِ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ صَالِحًا لِأَنْ تُكَرَّمَ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ ، قَوْلُهُ “ إِنْ كُنْتُ لَمُوقِنًا " قَالَ الدَّوْرَدِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أَيْ أَنْتُمْ ، قَالَ الْقَاضِي : وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ عَلَى بَابِهَا ، وَالْمَعْنَى أَنَّكَ كُنْتَ مُؤْمِنًا ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَكَذَلِكَ قِيلَ فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أَيْ فِي عِلْمِ اللَّهِ ، قَوْلُهُ “ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ " أَيْ غَيْرُ الْمُصَدِّقِ بِقَلْبِهِ لِنُبُوَّتِهِ وَهُوَ فِي مُقَابَلَةِ الْمُؤْمِنِ ، قَوْلُهُ “ وَالْمُرْتَابُ " أَيِ الشَّاكُّ وَهُوَ فِي مُقَابَلَةِ الْمُوقِنِ ، وَهَذَا اللَّفْظُ يَشْتَرِكُ فِيهِ الْفَاعِلُ وَالْمَفْعُولُ ، وَالْفَرْقُ بِالْقَرِينَةِ ، وَأَصْلُهُ مُرْتِيبٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْمَفْعُولِ وَكَسْرِهَا فِي الْفَاعِلِ مِنَ الرَّيْبِ وَهُوَ الشَّكُّ ، قَوْلُهُ “ فَقُلْتُهُ " أَيْ قُلْتُ مَا كَانَ النَّاسُ يَقُولُونَهُ ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بَعْدَهُ ، وَذُكِرَ الْحَدِيثُ إِلَى آخِرِهِ ، وَهُوَ كَمَا جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الْأُخَرِ nindex.php?page=hadith&LINKID=651252أَنَّهُ يُقَالُ " لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ، وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ " نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ .دفعك داواني وقد جويت لما علا كعبك لي عليت
فجمع بين اللغتين هذا رواية الأكثرين ، أعني علاني ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة " تجلاني " بفتح التاء المثناة والجيم وتشديد اللام وأصله تجللني أي علاني ، قال في العباب : تجلله أي علاه ، قلت هذا مثل تقضى البازي أصله تقضض ، فاستثقلوا ثلاث ضادات فأبدلوا من إحداهن ياء فصار ياء ، وكذلك استثقلوا ثلاث لامات فأبدلوا من إحداهن ياء فصار تجلى ، وربما يظنه من لا خبرة له من مواد الكلام أن هذا من النواقص ، وهو من المضاعف ، وقال بعضهم : تجلاني بمثناة وجيم ولام مشددة ، وجلال الشيء ما غطي به ، قلت : الجلال جمع جل الفرس ، ولا مناسبة لذكره مع تجلاني وإن كانا مشتركين في أصل المادة ، لأن ذلك فعل من باب التفعيل وهذا اسم وهو جمع ، ولو قال ومنه جلال الشيء كان لا بأس به ; تنبيها على أنهما مشتركان في أصل المادة ، وأيضا لا يقال جلال الشيء ما غطي به بل الذي يقال جل الشيء ، قوله “ الغشي " بفتح الغين المعجمة وسكون الشين المعجمة وفي آخره ياء آخر الحروف مخففة من غشي عليه غشية وغشيا وغشيانا فهو مغشي عليه ، واستغشى بثوبه وتغشى أي تغطى به ، وقال القاضي : رويناه في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره بكسر الشين وتشديد الياء وبإسكان الشين والياء وهما بمعنى الغشاوة ; وذلك لطول القيام وكثرة الحر ، ولذلك قالت : فجعلت أصب على رأسي أو على وجهي من الماء ، قال الكرماني : الغشي بكسر الشين وتشديد الياء مرض معروف يحصل بطول القيام في الحر وغير ذلك ، وعرفه أهل الطب بأنه تعطل القوى المحركة والحساسة لضعف القلب واجتماع الروح كله إليه ، فإن قلت : إذا تعطلت القوى فكيف صبت الماء ، قلت : أرادت بالغشي الحالة القريبة منه فأطلقت الغشي عليها مجازا ، أو كان الصب بعد الإفاقة منه ، قال بعض الشارحين : ويروى بعين مهملة ، قال القاضي : ليس بشيء ، وفي المطالع : الغشي بكسر الشين وتشديد الياء كذا قيده nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي ورواه بعضهم الغشي ، وهما بمعنى واحد يريد الغشاوة وهو الغطاء ، ورويناه عن الفقيه ابن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري العشي بعين مهملة وليس بشيء ، قوله “ تفتنون " أي تمتحنون ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : الفتنة الامتحان والاختبار ، تقول : فتنت الذهب إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته ، ودينار مفتون ، ويسمى الصائغ الفتان ، وأفتن الرجل وفتن فهو مفتون إذا أصابته فتنة فذهب ماله وعقله ، وكذلك إذا اختبر ، قال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40وفتناك فتونا قوله “ nindex.php?page=treesubj&link=30255المسيح الدجال " إنما سمي مسيحا لأنه يمسح الأرض ، أو لأنه ممسوح العين ، قال في العباب : المسيح الممسوح بالشوم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : سمت اليهود الدجال مسيحا لأنه ممسوح إحدى العينين ، وبعض المحدثين يقولون فيه المسيح مثال سكيت لأنه مسح خلقه أي شوه ، وأما المسيح بالفتح فهو عيسى بن مريم عليه السلام ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13484ابن ماكولا عن شيخه : الصواب هو بالخاء المعجمة المسيخ ، يقال مسحه الله بالمهملة إذا خلقه خلقا حسنا ، ومسخه بالمعجمة إذا خلقه خلقا ملعونا ، والدجال على وزن فعال من الدجل وهو الكذب والتمويه وخلط الحق بالباطل وهو كذاب مموه خلاط ، وقال أبو العباس : سمي دجالا لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها ، يقال دجل الرجل إذا فعل ذلك ويقال دجل إذا لبس ، ويقال الدجل طلي البعير بالقطران وبغيره ، ومنه سمي الدجال ، ويقال لماء الذهب دجال بالضم ، وشبه الدجال به لأنه يظهر خلاف ما يضمر ، ويقال الدجل السحر والكذب ، وكل كذاب دجال ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : سمي به لأنه يغطي الأرض بالجمع الكثير مثل دجلة تغطي الأرض بمائها ، والدجل التغطية ، يقال دجل فلان الحق بباطله أي غطاه ، يقال دجل الرجل بالتخفيف والتشديد مع فتح الجيم ، ودجل أيضا بالضم مخففا .أمام وخلف المرء من لطف ربه كوال تروى عنه ما هو يحذر
مه عاذلي فهائما لن أبرحا كمثل أو أحسن من شمس الضحى
بين ذراعي وجبهة الأسد
قلت : قوله " ليس هنا مضافان " غير صحيح بل ها هنا مضافان صريحا وقد جاء ذلك في كلام العرب كما مر في البيت المذكور ، وأما وجه الرواية الثالثة فهو أن يكون مثلا منصوبا على أنه صفة لمصدر محذوف و " أو قريبا " عطف عليه ، والتقدير nindex.php?page=treesubj&link=32925تفتنون في قبوركم فتنة مثلا أي مماثلا فتنة المسيح الدجال أو فتنة قريبا من فتنة المسيح الدجال ، أما وجه من في رواية من أثبتها قبل قوله " فتنة المسيح " على تقدير إضافة المثل أو القريب إلى فتنة المسيح فعلى نوعين : أحدهما أن إظهار حرف الجر بين المضاف والمضاف إليه لا يمتنع عند قوم من النحاة وذلك نحو قولك ألا أبا لك ، والآخر ما قيل إنهما ليسا بمضافين إلى فتنة المسيح على هذا التقدير بل هما مضافان إلى فتنة مقدرة ، والمذكورة بيان لتلك المقدرة فافهم ، قوله “ لا أدري " جملة من الفعل والفاعل ، قوله “ أي ذلك " كلام إضافي ، و " أي " مرفوع على الابتداء وخبره قوله “ قالت nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء " وضمير المفعول محذوف أي قالته ، ثم قوله “ أي " يجوز أن تكون استفهامية وموصولة ، فإن كانت استفهامية يكون فعل الدراية معلقا بالاستفهام لأنه من أفعال القلوب ، ويجوز أن تكون أي مبنيا على الضم مبتدأ على تقدير حذف صدر صلته ، والتقدير لا أدري أي ذلك هو قالته أسماء ، وإن كانت موصولة تكون أي منصوبة بأنها مفعول لا أدري ، ويجوز أن يكون انتصابها بقالت سواء كانت أي موصولة أو استفهامية ، ويجوز أن تكون من شريطة التفسير بأن يشتغل قالت بضميره المحذوف ، قوله “ يقال " بيان لقوله " تفتنون " ولهذا ترك العاطف بين الكلامين ، قوله “ ما علمك " جملة من المبتدأ والخبر وقعت مقول القول ، قوله “ فأما المؤمن " كلمة أما للتفصيل تتضمن معنى الشرط فلذلك دخلت في جوابها الفاء وهو قوله " فيقول هو محمد " قوله “ أو الموقن " شك من الراوي وهي فاطمة ، قوله “ لا أدري أيهما قالت nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء " جملة معترضة أيضا ، قوله “ هو محمد " جملة من المبتدأ والخبر ، وكذلك قوله “ هو رسول الله " قوله “ جاءنا " جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل الرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هو جاءنا ، قوله “ فأجبنا " عطف على جاءنا ، وقوله " واتبعنا " عطف على أجبنا ، قوله “ هو محمد “ مبتدأ وخبر ، قوله “ ثلاثا " نصب على أنه صفة لمصدر محذوف ، أي يقول المؤمن هو محمد ، قوله “ قولا ثلاثا " أي ثلاث مرات مرتين بلفظ محمد ومرة بصفته وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يقال إذا قال هذا المذكور أي مجموعه ثلاثا يلزم أن يكون هو محمد مقولا تسع مرات ; وليس كذلك لأنا نقول لفظ ثلاثا ذكر للتأكيد المذكور فلا يكون المقول إلا ثلاث مرات ، قوله “ فيقال " عطف على قوله " فيقول " قوله “ نم صالحا " جملة وقعت مقول القول و " صالحا " نصب على الحال من الضمير الذي في نم وهو أمر من نام ينام ، قوله “ إن كنت " كلمة إن هذه هي المخففة من الثقيلة أي إن الشأن كنت وهي مكسورة ودخلت اللام في قوله " لموقنا " لتفرق بين إن هذه وبين إن النافية ، هذا قول البصريين ، وقال الكوفيون : إن بمعنى ما واللام بمعنى إلا مثل قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، ويكون التقدير ها هنا ما كنت إلا موقنا ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي فتح إن على جعلها مصدرية أي علمنا كونك موقنا به ، ويرد ما قاله دخول اللام ، قوله “ وأما المنافق " عطف على قوله " فأما المؤمن " وقوله " فيقول لا أدري " جواب أما ومفعوله محذوف أي لا أدري ما أقول ، قوله “ يقولون " حال من الناس و " شيئا " مفعوله ، قوله “ فقلته " عطف على يقولون .أحمى أباكن يا ليلى الأماديح
إنه التفات ، وكما في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1يا أيها النبي إذا طلقتم النساء قلت : الجمهور من أهل المعاني على خلاف ذلك ، ولا يسمى هذا التفاتا إلا على قول من يقول إن الالتفات هو انتقال من صيغة إلى صيغة أخرى سواء كان من الضمائر بعضها إلى بعض أو من غيرها ، والتفسير المشهور أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة بعد التعبير عنه بطريق آخر من الطرق الثلاثة وهي التكلم والخطاب والغيبة ، أما الشعر فإن فيه تخصيص الخطاب بعد التعميم لكون المقصود الأعظم هو خطاب ليلى ، وأما الآية فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : خص النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالنداء وعم بالخطاب ; لأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إمام أمته وقدوتهم ، كما يقال لرئيس القوم وكبيرهم يا فلان افعلوا كيت وكيت ، إظهارا لتقدمه واعتبارا لترؤسه وأنه مدرة قومه ولسانهم والذي يصدر عنهم رأيه ولا يستبدون بأمر دونه ، فكان هو وحده في حكم كلهم وسادا مسد جميعهم ، قوله “ بهذا الرجل " أي بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وإنما لم يقل بي لأنه حكاية عن قول الملائكة للمقبور ، والقائل هما الملكان السائلان المسميان بمنكر ونكير ، فإن قلت : لم لا يقولان رسول الله ؟ قلت : لئلا يتلقن المقبور منهما إكرام الرسول ورفع مرتبته فيعظمه تقليدا لهما لا اعتقادا ، قوله “ أو الموقن " أي المصدق بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام أو الموقن بنبوته ، قوله “ جاءنا بالبينات " أي بالمعجزات الدالة على نبوته و " الهدى " أي الدلالة الموصلة إلى البغية أو الإرشاد إلى الطريق الحق الواضح ، قوله “ فأجبنا " أي قبلنا نبوته معتقدين حقيتها معترفين بها واتبعناه فيما جاء به إلينا ، ويقال : الإجابة تتعلق بالعلم والاتباع بالعمل ، قوله “ صالحا " أي منتفعا بأعمالك وأحوالك إذ الصلاح كون الشيء في حد الانتفاع ، ويقال لا روع عليك مما يروع به الكفار من عرضهم على النار أو غيره من عذاب القبر ، ويجوز أن يكون معناه صالحا لأن تكرم بنعيم الجنة ، قوله “ إن كنت لموقنا " قال الدوردي : معناه أنك مؤمن كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كنتم خير أمة أي أنتم ، قال القاضي : والأظهر أنه على بابها ، والمعنى أنك كنت مؤمنا ، وقد يكون معناه إن كنت مؤمنا في علم الله تعالى ، وكذلك قيل في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كنتم خير أمة أي في علم الله ، قوله “ وأما المنافق " أي غير المصدق بقلبه لنبوته وهو في مقابلة المؤمن ، قوله “ والمرتاب " أي الشاك وهو في مقابلة الموقن ، وهذا اللفظ يشترك فيه الفاعل والمفعول ، والفرق بالقرينة ، وأصله مرتيب بفتح الياء في المفعول وكسرها في الفاعل من الريب وهو الشك ، قوله “ فقلته " أي قلت ما كان الناس يقولونه ، وفي بعض النسخ بعده ، وذكر الحديث إلى آخره ، وهو كما جاء في بعض الروايات الأخر nindex.php?page=hadith&LINKID=651252أنه يقال " لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين " نسأل الله العافية .