الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  127 حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي بذلك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : حدثنا بالأثر المذكور عن علي عبيد الله بن موسى بن باذام ، عن معروف بن خربوذ بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء وضم الباء الموحدة ، وفي آخره ذال معجمة ، وقد روى بعضهم بضم الخاء المكي مولى قريش ، قال يحيى بن معين : ضعيف ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، وليس له في البخاري سواه ، وأخرج له مسلم حديثا في الحج ، وروى له أبو داود وابن ماجه وهو يروي عن أبي الطفيل بضم الطاء وفتح الفاء عامر بن واثلة ، وقيل : عمرو بن واثلة بالثاء المثلثة ابن عبد الله بن عمرو بن جحش بن جرير بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي ، ولد عام أحد ، كان يسكن الكوفة ، ثم انتقل إلى مكة ، وعن سعيد الجريري ، عن أبي الطفيل قال : لا يحدثك أحد اليوم على وجه الأرض أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام غيري ، وكان من أصحاب علي المحبين له ، وشهد معه مشاهده كلها وكان ثقة ثقة مأمونا ، يعترف بفضل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ، وروي له عن رسول الله عليه الصلاة والسلام تسعة أحاديث ، وهو آخر من مات من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على الإطلاق ، أخرج له البخاري هذا الأثر خاصة عن علي رضي الله عنه ، وأخرج له مسلم في الحج وصفة النبي عليه الصلاة والسلام ، وعن معاذ وعمر وابن عباس وحذيفة وغيرهم سكن الكوفة ، ثم أقام بمكة إلى أن مات بها سنة عشر ومائة ، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه ، وقال ابن عبد البر في كتاب الكنى له : كان من كبار التابعين ، وكان صاحب بلاغة وبيان شاعرا محسنا ثقة فاضلا بليغا عاقلا ، إلا أنه كان فيه تشيع ، وذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق الكبير عن عكراش بن ذؤيب قال : لقي النبي صلى الله عليه وسلم وله حديث ، وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها ، فقال الأحنف : كأنكم به وقد أتي به قتيلا وبه جراحة لا تفارقه حتى يموت ، فضرب يومئذ ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة ، وأثر الضربة به فعلى هذا تكون وفاته بعد سنة خمس وثلاثين ومائة ، ووقع في بعض النسخ : حدثنا عبد الله هو ابن موسى عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي رضي الله عنه بذلك أي بالأثر المذكور ، وهذا الإسناد من عوالي البخاري لأنه ملحق بالثلاثيات من حيث إن الراوي الثالث منه صحابي ، وهو أبو الطفيل المذكور ، وعلى قول من يقول : إنه تابعي ليس منها .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : فإن قلت : لم أخر الإسناد عن ذكر المتن ؟

                                                                                                                                                                                  قلت : إما للفرق بين طريقة إسناد الحديث وإسناد الأثر ، وإما لأن المراد ذكر المتن داخلا تحت ترجمة الباب ، وإما لضعف في الإسناد بسبب ابن خربوذ ، وإما للتفنن وبيان جواز الأمرين بلا تفاوت في المقصود ، ولهذا وقع في بعض النسخ مقدما على المتن .

                                                                                                                                                                                  قلت : وإما لأنه لم يظفر بالإسناد إلا بعد وضع الأثر معلقا وهذا أقرب من كل ما ذكره ، وأبعده جوابه الأول لعدم اطراده ، والأبعد من الكل جوابه الأخير على ما لا يخفى .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية