الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  213 ( من الكبائر أن لا يستتر من بوله ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  كلمة أن مصدرية في محل الرفع على الابتداء .

                                                                                                                                                                                  وقوله ( من الكبائر ) مقدما خبره ، والتقدير : ترك استتار الرجل من بوله من الكبائر ، وهو جمع كبيرة ، وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعا العظيم أمرها كالقتل ، والزنا ، والفرار من الزحف ، وغير ذلك ، وهي من الصفات الغالبة ، يعني صار اسما لهذه الفعلة القبيحة ، وفي الأصل هي صفة ، والتقدير الفعلة الكبيرة ، واختلفوا في الكبائر ، فقيل : سبع ، وهو ما رواه البخاري ، ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات ، فقيل : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، والسحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات .

                                                                                                                                                                                  وقيل : الكبائر تسع . وروى الحاكم في حديث طويل : والكبائر تسع ، فذكر السبعة المذكورة ، وزاد عليها : عقوق الوالدين المسلمين ، واستحلال البيت الحرام .

                                                                                                                                                                                  وقيل : الكبيرة كل معصية ، وقيل : كل ذنب قرن بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب .

                                                                                                                                                                                  وقال رجل لابن عباس رضي الله تعالى عنهما : الكبائر سبع ، فقال : هي إلى سبعمائة .

                                                                                                                                                                                  قلت : الكبيرة أمر نسبي ، فكل ذنب فوقه ذنب فهو بالنسبة إليه صغيرة ، وبالنسبة إلى ما تحته كبيرة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية