الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=23515_28973قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264بالمن أي: لا تمنوا بما أعطيتم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264والأذى أن يوبخ المعطى. فهذان يبطلان الصدقة، كما تبطل نفقة المنافق الذي يعطي رياء ليوهم أنه مؤمن، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث قال: إن الرجل يغزو ولا يزني ولا يسرق ولا يغل، لا يرجع بالكفاف. فقيل له: لماذا؟ قال: إن الرجل ليخرج، فإذا أصابه من بلاء الله الذي قد حكم عليه سب ولعن إمامه ولعن ساعة غزا، وقال: لا أعود لغزوة معه أبدا. فهذا عليه وليس له مثل النفقة في سبيل الله يتبعها من وأذى، فقد ضرب الله مثلها في القرآن: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم [البقرة: 264] حتى ختم الآية .
وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264فمثله كمثل صفوان [البقرة: 264] أي: فمثل نفقته كمثل صفوان، وهو الحجر الأملس. وحكى قطرب: صفوان- بكسر الصاد، والمعنى: لم يقدروا على كسبهم وقت حاجتهم ومحق مما ذهب كما محق المطر التراب عن الصفا، ولم يوافق في الصفا منبتا.
وما ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في تفسير nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264فتركه صلدا [البقرة: 264] أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن محمد بن سعد حدثني أبي قال: حدثني عمي قال:
[ ص: 264 ] حدثني أبي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . فذكره ، ومن وجهين آخرين عنه كذلك ، وفي رواية: تركها نقية ليس عليها شيء . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في "تفسيره" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عنه بقوله: فتركه يابسا خاسئا لا ينبت شيئا .
وما ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة في nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264وابل [البقرة: 264] أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره"، عن روح، عن عثمان بن غياث عنه، به سواء ، وقال غيره: الطل: مطر صغير القطر يدوم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فيما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: الطل: الندى. قال: وروي عن جماعات نحوه .
أما فقه الباب: nindex.php?page=treesubj&link=18712فالرياء يبطل الصدقة وجميع الأعمال; لأن المرائي إنما يفعل ذلك من أجل الناس ليحمدوه على عمله، فلم يحمده الله تعالى حين رضي بحمد الناس عوضا (من) حمد الله وثوابه، وراقب الناس دون ربه، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: nindex.php?page=hadith&LINKID=688503 "من عمل عملا أشرك فيه غيري فهو له، وأنا أغنى الشركاء عن الشرك" ; وجاء في الحديث أن nindex.php?page=hadith&LINKID=703368الرياء: الشرك الأصغر ، وكذلك nindex.php?page=treesubj&link=23515المن والأذى يبطلان الصدقة; [ ص: 265 ] لأن المنان بها لم ينو الله فيها ولا أخلصها لوجهه تعالى، ولا ينفع عمل بغير نية لقوله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=650001 "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" ، وكذلك المؤذي لمن يصدق عليه، يبطل إثم الأذى أجر الصدقة.
وقد نهى الله تعالى عن nindex.php?page=treesubj&link=23515انتهار السائل، فما فوق ذلك من الأذى أدخل في النهي، وكان ينبغي للبخاري أن يخرج في الباب حديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=650054 "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها .. " الحديث.
فهو يشبه التبويب; لأن من ابتغى وجه الله سلم من الرياء، وابتغاء غير وجه الله هو عين الرياء.