الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1311 1377 - حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال". [ مسلم: 588 (131) - فتح: 3 \ 341]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث يحيى -هو ابن سعيد- ثنا شعبة، حدثني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا فقال: "يهود تعذب في قبورها".

                                                                                                                                                                                                                              وقال النضر: أنا شعبة، ثنا عون، سمعت أبي، سمعت البراء، عن أبي أيوب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث موسى بن عقبة قال: حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتعوذ من عذاب القبر.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 160 ] الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              تقدمت هذه الأحاديث في مواضعها، وتعليق النضر أتى به مسلم ليحيى بن سعيد ; لأن فيها كل واحد صرح بالسماع ممن فوقه وقد وصله الإسماعيلي، حدثنا مكي، ثنا زاج، ثنا النضر، ثنا شعبة وهو حديث فيه ثلاثة صحابيون يروي بعضهم عن بعض أولهم أبو جحيفة، وهذه الأحاديث شاهدة للأحاديث التي في الباب السابق، أن عذاب القبر حق على ما ذهب إليه أهل السنة، ألا ترى أن الشارع استعاذ منه، وهو معصوم مطهر مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟! فينبغي لك يا من انتفت عصمته وطهارته أن تكثر منه تأسيا بسيد السادات، وإنما استعاذ مع غفرانه تعليما لك وتنبيها على الاقتداء به، واتباع هديه ثم كل الخلق في مقام الافتقار والخشوع والانكسار، والإقرار بشكر النعم واجب، وخشية كل أحد على قدر مقامه "أفلا أكون عبدا شكورا" وقد قال تعالى له: يا أيها النبي اتق الله [الأحزاب: 1] أي: دم على تقواه، فكان إذا قام في الصلاة يسمع لصدره أزيز.

                                                                                                                                                                                                                              وفتنة المحيا: من خروجه، وفتنة الممات: فتنة القبر، وفتنة المسيح الدجال أي: الذي يخرج في آخر الزمان أعاذنا الله منه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية