1465 836 - (1462) - (1 \ 170) حدثني والدي عن أبيه محمد ، قال : سعد ، في المسجد ، فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ، ثم لم يرد علي السلام ، فأتيت أمير المؤمنين بعثمان بن عفان فقلت : يا أمير المؤمنين ! هل حدث في الإسلام شيء ؟ مرتين ، قال : لا ، وما ذاك ؟ قال : قلت : لا ، إلا أني مررت عمر بن الخطاب ، بعثمان آنفا في المسجد ، فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ، ثم لم يرد علي السلام . قال : فأرسل إلى عمر عثمان ، فدعاه ، فقال : ما منعك ألا تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال عثمان : ما فعلت ، قال سعد : قلت : بلى . قال : حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى ، وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة .
قال : قال سعد : فأنا أنبئك بها : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة ، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاتبعته ، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ، ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : "من هذا ؟ أبو إسحاق ؟ " ، قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : "فمه ؟ " ، قال : قلت : لا والله ، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك ، قال : "نعم ، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [الأنبياء : 87] ، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " . مررت
104
[ ص: 105 ]