الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1628 914 - (1625) - (1 \ 187) عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين " .

التالي السابق


* قوله : "الكمأة من المن " : الكمأة - بفتح كاف وسكون ميم وفتح همزة - : نبات ، لا ساق لها ولا ورق ، توجد في الفلوات من غير أن تزرع ، وقيل : هو شيء أبيض مثل شحم ينبت من الأرض يقال له : شحم الأرض ، واحدها كمء - بلا تاء - على خلاف القياس ، والقياس العكس ; كما في تمر وتمرة ، وهو من النوادر .

[ ص: 150 ] * وقوله : "من المن " : أي : من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل ; كما في رواية مسلم .

قال ابن العربي : فأفاد أن المن لم يكن طعاما واحدا كما يقوله المفسرون ، وإنما كان أنواعا ، ومنه الكمأة ، وقيل : أراد أنه يخرج من الأرض بلا مؤنة زرع ، كالمن كان ينزل من السماء ، ويؤيده رواية أنها من السلوى ، وقيل : معناه أنه مما من الله تعالى به على عباده بإنعامه ، وهذا لا يوافق الروايات إلا أن يقال : لعل تلك الروايات مما تصرف فيه الرواة على حسب أفهامهم اعتمادا على النقل بالمعنى .

* "شفاء للعين " : قيل : شفاء من حرارات العين ; لبرودة مائها ، وقيل : إن كان في العين حرارة ، فمجرد الماء شفاء ، وإلا فيخلط بدواء مناسب ، وقيل : لا بد من الخلط ; فإن ماءها وحده يؤذي العين ، وقيل : الصواب أنه شفاء مطلقا ، وقد نقل النووي - رحمه الله تعالى - في ذلك تجربة ، قال : رأيت أنا وغيري في زماننا من عمي وذهب بصره ، فكحل بماء الكمأة مجردا ، فشفي وعاد إليه بصره ، وكان استعماله ماء الكمأة اعتقادا في الحديث وتبركا ، قال : فيعصر ماؤها ، ويجعل في العين منه ، وقيل : تؤخذ الكمأة ، فتشق ، وتوضع على الجمرة حتى يعلو ماؤها ، فيكتحل بمائها ; لأن النار تلطفه .

* * *




الخدمات العلمية