2376 1426 - (2380) - (1 \ 264 - 265) عن قال : عبد الله بن عباس ، بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم عليه ، وأناخ بعيره على باب المسجد ، ثم عقله ، ثم دخل المسجد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه ، وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين ، فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ، فقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا ابن عبد المطلب " ، قال : محمد ؟ قال : "نعم " ، فقال : ابن عبد المطلب ! إني
[ ص: 469 ] سائلك ومغلظ في المسألة ، فلا تجدن في نفسك ، قال : "لا أجد في نفسي ، فسل عما بدا لك " .
قال : أنشدك الله إلهك ، وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولا ؟ فقال : "اللهم نعم " .
قال : فأنشدك الله إلهك ، وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ، لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه ؟ قال : "اللهم نعم " .
قال : فأنشدك الله إلهك ، وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس ؟ قال : "اللهم نعم " .
قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة : الزكاة ، والصيام ، والحج ، وشرائع الإسلام كلها ، يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها ، حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، وأجتنب ما نهيتني عنه ، ثم لا أزيد ولا أنقص ، قال : ثم انصرف راجعا إلى بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى : " إن يصدق ذو العقيصتين ، يدخل الجنة " .
قال : فأتى إلى بعيره ، فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه ، فاجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى ، قالوا : مه يا ضمام ، اتق البرص والجذام ، اتق الجنون ، قال : ويلكم ، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان ، إن الله - عز وجل - قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ، ونهاكم عنه ، قال : فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما ، قال : يقول بعثت فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ابن عباس : ضمام بن ثعلبة .
[ ص: 470 ]