1364 - وقد روي مثل ذلك أيضا عن رضي الله عنه ، كما حدثنا عمر بن الخطاب ، قال : ثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الحماني ، عن يحيى بن آدم الحسن بن عياش ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن ، عن الزبير بن عدي ، عن إبراهيم ، قال : الأسود رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرفع يديه في أول تكبيرة ، ثم لا يعود ، قال : ورأيت ، إبراهيم والشعبي يفعلان ذلك .
قال : فهذا أبو جعفر عمر رضي الله عنه لم يكن يرفع يديه أيضا إلا في التكبيرة الأولى في هذا الحديث ، وهو حديث صحيح لأن الحسن بن عياش ، وإن كان هذا الحديث إنما دار عليه ، فإنه ثقة حجة ، قد ذكر ذلك وغيره . يحيى بن معين
أفترى رضي الله عنه خفي عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع والسجود ، وعلم بذلك من دونه ، أو من هو معه يراه يفعل غير ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ، ثم لا ينكر ذلك عليه ، هذا عندنا محال . عمر بن الخطاب
وفعل عمر رضي الله عنه هذا وترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه على ذلك ، دليل صحيح أن ذلك هو الحق الذي لا ينبغي لأحد خلافه .
وأما ما رووه عن رضي الله عنه من ذلك ، فإنما هو من حديث أبي هريرة ، عن إسماعيل بن عياش . صالح بن كيسان
وهم لا يجعلون إسماعيل فيما روي عن غير الشاميين حجة ، فكيف يحتجون على خصمهم ، بما لو احتج بمثله عليهم ، لم يسوغوه إياه .
وأما حديث رضي الله عنه فهم يزعمون أنه خطأ ، وأنه لم يرفعه أحد إلا أنس بن مالك خاصة ، والحفاظ يوقفونه على عبد الوهاب الثقفي أنس رضي الله عنه .
وأما حديث فإنهم يضعفون عبد الحميد بن جعفر عبد الحميد ، فلا يقيمون به حجة ، فكيف يحتجون به في مثل هذا .
[ ص: 228 ] ومع ذلك فإن لم يسمع ذلك الحديث من محمد بن عمرو بن عطاء ، ولا ممن ذكر معه في ذلك الحديث بينهما رجل مجهول ، قد ذكر ذلك أبي حميد العطاف بن خالد عنه ، عن رجل ، وأنا ذاكر ذلك في باب الجلوس في الصلاة إن شاء الله تعالى .
وحديث أبي عاصم عن عبد الحميد هذا ، ففيه " فقالوا جميعا : صدقت " فليس يقول ذلك أحد غير أبي عاصم .