الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        1880 - فنظرنا في ذلك ، فإذا ابن أبي داود قد حدثنا ، قال : ثنا الوهبي ، قال : ثنا الماجشون ، عن عثمان بن سعيد بن أبي رافع ، قال : أرسلني محرز بن أبي هريرة رضي الله عنه إلى ابن عمر أسأله إذا صلى الرجل الظهر في بيته ثم جاء إلى المسجد والناس يصلون فصلى معهم ، أيتهما صلاته ؟

                                                        فقال ابن عمر رضي الله عنهما : صلاته الأولى .

                                                        ففي هذا الحديث أن ابن عمر قد رأى أن الثانية تكون تطوعا ، فدل ذلك على أن تركه للصلاة في حديث سليمان إنما كان ، لأنها صلاة لا يجوز أن يتطوع بعدها فإن كانت في حديث أبي بكرة وجابر اللذين ذكرنا كان أولى الحكم ما وصفنا أن من صلى فريضة جاز أن يعيدها فتكون فريضة ، فلذلك صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين بالطائفتين ، وذلك هو جائز لو بقي الحكم على ذلك .

                                                        فأما إذا نسخ فنهى أن تصلى فريضة مرتين فقد ارتفع ذلك المعنى الذي له صلى بكل طائفة ركعتين وبطل العمل به .

                                                        فلا حجة لهم في حديث أبي بكرة وجابر لاحتمالهما ما ذكرنا .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية