الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        1879 - حدثنا حسين بن نصر ، قال : سمعت يزيد بن هارون ، قال : أنا حسين المعلم ، عن عمرو بن شعيب ، عن سليمان مولى ميمونة رضي الله عنها ، قال : أتيت المسجد فرأيت ابن عمر جالسا والناس في الصلاة ، فقلت : ألا تصلي مع الناس ؟ فقال : قد صليت في رحلي ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تصلى فريضة مرتين . فالنهي لا يكون إلا بعد الإباحة .

                                                        فقد كان المسلمون هكذا يصنعون في بدء الإسلام ، يصلون في منازلهم ثم يأتون المسجد فيصلون تلك الصلاة التي أدركوها على أنها فريضة ، فيكونوا قد [صلوا] فريضة [في يوم] مرتين حتى نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأمر بعد ذلك من جاء إلى المسجد فأدرك تلك الصلاة أن يصليها ويجعلها نافلة .

                                                        وترك ابن عمر الصلاة مع القوم يحتمل - عندنا - ضربين .

                                                        يحتمل أن يكون تلك الصلاة صلاة لا يتطوع بعدها فلم يكن يجوز أن يصليها إلا على أنها فريضة ، فقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي فريضة في يوم مرتين ، أي فلا يجوز أن أصليها فريضة ؛ لأني قد صليتها مرة ، ولا أدخل معهم ؛ لأني لا يجوز لي التطوع في ذلك الوقت .

                                                        ويحتمل أن يكون سمع من النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إعادتها على هذا المعنى الذي نهى عنه ، ثم رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أن تصلى على أنها نافلة فلم يسمع ذلك ابن عمر رضي الله عنهما .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية