الرابعة : روينا عن  أبي زرعة الرازي  أنه سئل عن عدة من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -  فقال : ومن يضبط هذا؟ شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع أربعون ألفا، وشهد معه تبوك  سبعون ألفا . 
وروينا عن أبي زرعة   - أيضا - أنه قيل له : "أليس يقال : حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة آلاف حديث؟" قال: "ومن قال ذا؟ قلقل الله أنيابه! هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة، ممن روى عنه وسمع منه ، وفي رواية : ممن رآه وسمع منه " فقيل له : يا أبا زرعة،  هؤلاء أين كانوا وأين سمعوا منه؟ قال: "أهل المدينة  وأهل مكة،  ومن بينهما، والأعراب، ومن شهد معه حجة الوداع، كل رآه وسمع منه بعرفة". 
قلت: ثم إنه اختلف في عدد طبقاتهم وأصنافهم، والنظر في ذلك إلى السبق بالإسلام والهجرة وشهود المشاهد الفاضلة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا هو - صلى الله عليه وسلم - وجعلهم الحاكم أبو عبد الله:  اثنتي عشرة طبقة، ومنهم من زاد على ذلك، ولسنا نطول بتفصيل ذلك، والله أعلم . 
     	
		 [ ص: 902 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					