31 - قوله: (ع): "وما ذكر في حق من سمى من أنهم لم يلقوا من الصحابة - رضي الله عنهم - إلا الواحد والاثنين ليس بصحيح بالنسبة إلى صغار التابعين " . الزهري
قلت: تمثيله في صغار التابعين صحيح. بالزهري
فإنه لا يلزم من كونه لقي كثيرا من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - أن يكون من لقيهم من كبار الصحابة حتى يكون هو من كبار التابعين فإن جميع من سموه من مشايخ من الصحابة كلهم من صغار الصحابة أو ممن لم يلقهم الزهري وإن كان روى عنهم أو ممن لم تثبت له صحبة، وإن ذكر في الصحابة أو من ذكر فيهم بمقتضى مجرد الرؤية ولم يثبت له سماع، فهذا [ ص: 559 ] حكم جميع من ذكر من الصحابة في مشايخ الزهري إلا الزهري - رضي الله عنه - وإن كان من المكثرين فإنما لقيه، لأنه عمر وتأخرت وفاته. أنس بن مالك
ومع ذلك فليس من المكثرين عنه، ولا أكثر - أيضا - عن الزهري - رضي الله عنه - فتبين أن سهل بن سعد الساعدي ليس من كبار التابعين. الزهري
وكيف يكون منهم وإنما جل روايته عن بعض كبار التابعين لا كلهم; لأن أكثرهم مات قبل أن يطلب هو العلم.
وهذا بين لمن نظر في أحوال الرجال - والله الموفق - .
65 – قوله: (ص): "وأبي حازم" .
اعترض عليه مغلطاي وتبعه شيخنا شيخ الإسلام في "محاسن الاصطلاح" بأنه ليس من صغار التابعين، فإنه سمع من ، الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبي هريرة وغيرهم - رضي الله تعالى عنهم - . وعبد الله بن عمر
قلت: وهو اعتراض فيه نظر، لأن إنما أراد ابن الصلاح ، وهو لم يلق من الصحابة سوى أبا حازم سلمة بن دينار المدني سهل بن سعد - رضي الله تعالى عنهما - فقط، وأرسل عن من لم يلقه من الصحابة، وجل روايته عن التابعين وأما الذي سمع من وأبي أمامة بن سهل الحسن بن علي
[ ص: 560 ] - رضي الله عنهما – فهو أبو حزم الأشجعي مولى عزة واسمه: سلمان . وهو من مشايخ ، وإنما حصل الاشتباه لأن المصنف لم يذكر الزهري بصفة تميزه عن أبا حازم سلمة لكن قرائن الحال (تقضي) أنه إنما عناه ولو لم يكن إلا في تقديمه أبي حازم سلمان عليه في الذكر، فإن الزهري في منزلة شيوخ أبا حازم الأشجعي في الطبقة - والله أعلم- . الزهري