77 - قوله: (ص): "فروينا عن أنه كان يرى "عن فلان" و"أن فلانا" سواء وعن مالك أنهما ليسا سواء". أحمد بن حنبل
قلت: ليس كلام كل منهما على إطلاقه، وذلك يتبين من نص سؤال كل منهما عن ذلك.
[ ص: 591 ] أما ، فإنه سئل عن مالك . قول الراوي: "عن فلان أنه قال: كذا وأن فلانا قال: كذا"
فقال: هما سواء، وهذا واضح.
وأما ، فإنه قيل له: إن رجلا قال: عن أحمد عن عروة عائشة ، وعن أن عروة عائشة - رضي الله تعالى عنها - سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - هل هما سواء؟ فقال: كيف يكونان سواء؟ ليسا سواء .
فقد ظهر الفرق بين مراد مالك . وأحمد
وحاصله أن الراوي إذا قال: "عن فلان" فلا فرق أن يضيف إليه القول أو الفعل في اتصال ذلك عند الجمهور بشرطه السابق .
وإذا قال: "إن فلانا" ففيه فرق.
وذلك أن ينظر، فإن كان خبرها قولا لم يتعد لمن لم يدركه التحقت بحكم "عن" بلا خلاف.
كأن يقول التابعي: إن - رضي الله عنه - قال /: سمعت كذا، فهو نظير ما لو قال: عن أبا هريرة أنه قال: سمعت كذا. أبي هريرة
وإن كان خبرها فعلا نظر إن كان (الراوي) أدرك ذلك التحقت بحكم "عن" وإن كان لم يدركه لم تلتحق بحكمها.
فكون قال في رواية يعقوب بن شيبة عطاء عن : أن ابن الحنفية مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - هذا مرسل. عمارا
إنما هو من جهة كونه أضاف إلى الصيغة الفعل الذي لم يدركه ، وهو مرور ابن الحنفية عمار .
[ ص: 592 ] إذ لا فرق أن يقول : أن ابن الحنفية مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأن النبي - صلى الله عليه وسلم – مر عمارا بعمار ، فكلاهما سواء في ظهور الإرسال، ولو كان أضاف إليها القول كأن يقول: عن أن ابن الحنفية قال: مررت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لكان ظاهر الاتصال. عمارا
وقد نبه شيخنا على هذا الموضع فأردت زيادة إيضاحه، ثم إنه نقل عن ابن المواق تحرير ذلك ، واتفاق المحدثين على الحكم بانقطاع ما هذا سبيله، وهو كما قال، لكن في نقل الاتفاق نظر.
وقد قال - في الكلام على حديث ابن عبد البر ضمرة عن عبيد الله بن عبد الله قال: "إن - رضي الله عنه – سأل عمر بن الخطاب أبا واقد الليثي ... الحديث. قال: قال قوم: هذا منقطع; لأن ماذا كان يقرأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر عبيد الله لم يلق - رضي الله تعالى عنه - وقال قوم: بل هو متصل; لأن عمر بن الخطاب عبيد الله لقي . أبا واقد
[ ص: 593 ] قلت: وهذا وإن كنا لا نسلمه لأبي عمر ، فإنه يخدش في نقل الاتفاق.
وقد نص على انقطاع حديث ابن خزيمة عبيد الله هذا.
ونظيره: ما رواه - أيضا قال: حدثنا ابن خزيمة محمد بن حسان ثنا ، عن عبد الرحمن بن مهدي سفيان عن عاصم عن أبي عثمان ، عن بلال - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : . "لا تسبقني بآمين"
قال : هكذا أملاه علينا. والرواة يقولون في هذا الإسناد: عن ابن خزيمة أبي عثمان أن - رضي الله تعالى عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : فإن كان بلالا محمد بن حسان حفظ فيه هذا الاتصال فهو غريب. وأمثلة ذلك كثيرة.