93 - قوله: (ص):" (وإن " . ما) رواه المدلس بلفظ محتمل حكمه حكم المرسل
اعترض عليه بأن ذكر في الجزء الذي جمعه فيمن يترك ويقبل: أن من كان لا يدلس إلا عن الثقات كان تدليسه عند أهل العلم مقبولا /. البزار الحافظ
وبذلك صرح أبو الفتح الأزدي ، وأشار إليه الفقيه أبو بكر الصيرفي في "شرح الرسالة".
وجزم بذلك أبو حاتم ابن حبان وغيرهما في حق وأبو عمر ابن عبد البر وبالغ سفيان بن عيينة في ذلك حتى قال: "إنه لا يوجد له تدليس قط إلا وجد بعينه، وقد بين سماعه فيه من ثقة". ابن حبان
[ ص: 625 ] وفي سؤالات الحاكم : أنه سئل عن تدليس للدارقطني فقال: يجتنب، وأما ابن جريج فإنه يدلس عن الثقات. ابن عيينة
تنبيه:
قال : "إذا صرح المدلس قبل بلا خلاف، وإذا لم يصرح فقد قبله ما لم يتبين في حديث بعينه أنه لم يسمعه، ورده آخرون ما لم يتبين أنه سمعه. أبو الحسن ابن القطان
قال: فإذا روى المدلس حديثا بصيغة محتملة، ثم رواه بواسطة تبين انقطاع الأول عند الجميع".
قلت: وهذا بخلاف غير المدلس، فإن غير المدلس يحمل غالب ما يقع منه من ذلك على أنه سمعه من الشيخ الأعلى ، وثبته فيه الواسطة.
لكن في إطلاق نظر، لأنه قد يدلس الصيغة فيرتكب المجاز، كما يقول مثلا: حدثنا وينوي حدث قومنا أو أهل قريتنا ونحو ذلك. وقد ذكر ابن القطان منه أمثلة من ذلك: الطحاوي
حديث مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أنا وإياكم ندعى بني عبد مناف ... " الحديث.
[ ص: 626 ] قال وأراد بذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لقومه وأما هو فلم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقال : "قدم علينا طاووس - رضي الله عنه - معاذ بن جبل اليمن .
لم يدرك وطاووس - رضي الله عنه - وإنما أراد قدم بلدنا. معاذا
وقال الحسن : "خطبنا " . عتبة بن غزوان
يريد أنه خطب أهل البصرة والحسن لم يكن بالبصرة لما خطب عتبة .
قلت: ومن أمثلة ذلك قول : "خطبنا ثابت البناني - رضي الله عنه –". عمران بن حصين
وقوله: "خطبنا - رضي الله عنهما –" والله أعلم - . ابن عباس