42 - قوله: (ع): "وقد حكاه عن فريق من الفقهاء". الخطيب
قلت: حكاه في الملخص فقال: القاضي عبد الوهاب - قال - : وهو الظاهر من أصول "التدليس جرح وإن من ثبت أنه كان يدلس لا يقبل حديثه مطلقا ". مالك
وقال ابن السمعاني في "القواطع": "إن كان إذا استكشف لم يخبر باسم من يروي عنه، فهذا يسقط الاحتجاج بحديثه، لأن التدليس تزوير وإيهام لما لا حقيقة له وذلك يؤثر في صدقه وإن كان يخبر فلا.
[ ص: 633 ] هكذا قال: والصواب الذي عليه جمهور المحدثين خلاف ذلك.
قال : سألت يعقوب بن شيبة عن التدليس فكرهه وعابه قلت له: فيكون المدلس حجة فيما روى؟ قال: لا يكون حجة في ما دلس . يحيى بن معين
وأورد هنا أنه ينبغي أن لا يقبل من المدلس أخبرنا لأن بعضهم يستعملها في غير السماع. الخطيب
وأجاب أن هذه اللفظة ظاهرها السماع، والحمل على غيره مجاز، والحمل على الظاهر أولى.
وما أجاب به جيد فيمن لم يوصف بأنه كان يدلس الصيغ - أيضا - فقد ثبت عن أنه كان يقول في الإجازة: "أخبرنا" وفي السماع حدثنا. أبي نعيم الأصبهاني
وكذا يصنع كثير من الحفاظ المغاربة فيحتاج إلى التنبه لذلك.
ومثل ما أجاب به أجاب شيخنا الخطيب شيخ الإسلام .
ثم قال: ولا يرد على هذا قول الرجل الذي يقتله الدجال : الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . لأن الكلام إنما هو حيث كان السماع ممكنا وأما إذا كان غير ممكن فيتعين الحمل على المجاز بالقرينة. "أنت
[ ص: 634 ] كقول أبي طلحة : إني سمعت الله تعالى يقول: لن تنالوا البر الآية، فإن مراده سمعت كلام الله عز وجل على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - .
وقد حكى في "الملخص" عن القاضي عبد الوهاب أنه لا يقبل من المدلس إلا إذا صرح بقوله: حدثني أو سمعت دون قوله: عن أو أخبرني. الشافعي
وهو ظاهر نقل ابن السمعاني لكن نصه في الرسالة:
فقلنا لا نقبل من مدلس حديثا حتى يقول: حدثني أو سمعت هذا نصه، وهو محتمل أن يريد الاقتصار على هاتين الصيغتين كما فهم وغيره، ويحتمل أن يكون ذكرها على سبيل المثال ليلحق بهما ما أشبههما من الصيغ المصرحة وهذا هو الصحيح. القاضي عبد الوهاب
وقد حكى في "الجليس" عن المعافى - رضي الله عنه - أنه كان لا يرى رواية المدلس حجة إلا أن يقول في روايته حدثنا أو أخبرنا أو سمعت، انتهى. وهذا يؤيد ما صححناه. الشافعي