[ ص: 655 ] تعقبه شيخنا بأنه قد روي من غير طريق فرواه مالك من رواية ابن أخي البزار الزهري وابن سعد في الطبقات وابن عدي في الكامل جميعا من رواية أبي أويس .
قال : وذكر في الكامل أن ابن عدي معمرا رواه وذكر المزي في الأطرف أن رواه ثم حكى الشيخ قصة الأوزاعي وأنه قال: "رويته من ثلاثة عشر طريقا غير طريق القاضي أبي بكر ابن العربي " وأنه وعد أصحابه بتخريجها فما أخرج لهم شيئا. مالك
وأن ابن مسدي تعقب هذه الحكاية بأن شيخه فيها كان متعصبا على (يعني فلا يقبل قوله فيه). [ ص: 656 ] . ابن العربي
قلت: وهو تعقب غير مرضي، بل هو دال على قلة اطلاع ابن مسدي ، وهو معذور؛ لأن أبا جعفر ابن المرجي راويها في الأصل كان مستبعدا لصحة قول ، بل هو وأهل البلد. حتى قال قائلهم: ابن العربي
يا أهل حمص ومن بها أوصيكم بالبر والتقوى وصية مشفق فخذوا عن العربي أسمار الدجى
وخذوا الرواية عن إمام متقي إن الفتى ذرب اللسان مهذب
إن لم يجد خبرا صحيحا يخلق
وقد تتبعت طرق هذا الحديث، فوجدته كما قال من ثلاثة عشر طريقا عن ابن العربي غير طريق الزهري ، بل أزيد فرويناه من طريق الأربعة الذين ذكرهم شيخنا. مالك
5 - ومن رواية . عقيل بن خالد
6 - . ويونس بن يزيد
7 - . ومحمد بن أبي حفصة
8 - . وسفيان بن عيينة
9 - وأسامة بن زيد الليثي .
10 - . وابن أبي ذئب
11 - 12 - وعبد الرحمن ومحمد ابني عبد العزيز الأنصاريين .
13 - . ومحمد بن إسحاق
[ ص: 657 ] 14 - وبحر بن كنيز السقا .
15 - وصالح بن أبي الأخضر .
16 - ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي الموالي .
أما رواية التي عزاها شيخنا لتخريج ابن أخي الزهري فقد أخرجها البزار في صحيحه، عن أبو عوانة أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل هو: الترمذي ، حدثنا إبراهيم بن يحيى الشجري ، حدثني أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الله بن شهاب عن عمه، عن - رضي الله تعالى عنه - قال: أنس مكة وعلى رأسه المغفر ورواه إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل في تاريخه من طريق الخطيب عن أبي بكر النجاد ، ورواه الترمذي في "مسند النسائي " عن مالك محمد بن نصر ، في مسنده عن والبزار عبد الله بن شبيب كلاهما عن إبراهيم بن يحيى ، وإبراهيم مدني قد أخرج له في "الأدب المفرد" من روايته عن أبيه ولم يذكر في تاريخه فيهما جرحا. البخاري
[ ص: 658 ] وتكلم فيهما بعضهم من قبل حفظهما - والله أعلم - .
وأما رواية أبي أويس فقرأت على العماد أبي بكر الفرضي عن القاسم ابن المظفر أن محمد بن هبة الله الفارسي أنبأهم قال: أنبأ علي بن الحسين الحافظ . أنا . أنا أبو الفرج بن أبي الرجاء أبو طاهر بن محمود . أنا في معجمه ثنا أبو بكر ابن المقري السلم بن معاذ الدمشقي حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا ح ورواه إسماعيل بن أبان في الكامل عن ابن عدي محمد بن أحمد بن هارون ، عن أحمد بن موسى البزار عن عن إسماعيل بن أبان أبي أويس عن عن الزهري - رضي الله عنه - قال: أنس "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة حين افتتحها وعلى رأسه مغفر من حديد .
قال : هذا يعرف ابن عدي ، عن بمالك ، وقد روي عن الزهري أبي أويس كما ذكرته وعن ابن أخي الزهري . ومعمر
قلت: وقد وقع من وجه آخر قرئ على عبد الله بن عمر بن علي وأنا شاهد أن محمد بن أحمد بن خالد أخبرهم قال: أنا عبد الولي البعلي ، أنا حماد بن أبي العميد ، أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر ، أنا منصور بن بكر بن محمد بن علي بن حميد أنا جدي أبو بكر بن محمد بن علي ، ثنا ، ثنا أبو العباس الأصم ثنا أبو جعفر بن [ ص: 659 ] المنادي يونس بن محمد . ثنا أبو أويس عن عن ابن شهاب - رضي الله عنه - قال: أنس مكة وعلى رأسه المغفر فلما نزعه - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل فقال يا رسول الله هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اقتلوه . إنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح دخل
قلت: ورجال هذا الإسناد ثقات أثبات، إلا أن في أبي أويس بعض كلام، وقد جزم جماعة من الحفاظ منهم: أنه كان رفيق البزار في السماع، وعلى هذا فهذا اللفظ الثاني أشبه أن يكون محفوظا على أن بعض الرواة عن مالك قد رواه عنه باللفظ الأول، كما بينه مالك في "غرائب الدارقطني " - رحمة الله تعالى عليهما - والله الموفق. مالك
وأما رواية - التي لم يعزها شيخنا - فرواها معمر في معجمه قال: ثنا أبو بكر بن المقرئ سعيد بن قاسم ، عن مرثد . ثنا ثنا مؤمل بن إهاب ح قال عبد الرزاق : وحدثنا ابن المقرئ محمد بن حاتم بن طيب . ثنا عبد الله بن حمدويه البغلاني ثنا أبو داود السنجي . ثنا ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري - رضي الله عنه - قال: أنس مكة وعلى رأسه المغفر" . "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل
أخبرنيه أبو بكر (ابن إبراهيم) الفرضي بالإسناد الذي قدمته آنفا إلى . ابن المقرئ
ورواه داود بن الزبرقان ، عن فأدخل بينه وبين معمر فيه [ ص: 660 ] الزهري أخرجه مالكا في "غرائب الدارقطني ". مالك في "الرواة عن والخطيب " مالك في "المستدرك" بأسانيد ضعيفة إليه. والحاكم
ورواه عن الواقدي ، فلم يذكر معمر ، وسيأتي إسناده - إن شاء الله تعالى - . مالكا
وأما رواية : فرواها الأوزاعي تمام بن محمد الرازي في الجزء الرابع عشر من فوائده قال: أنا أبو القاسم ابن علي بن يعقوب من أصل كتابه قال: أنا أبو عمرو محمد بن خلف الأطرويشي الصرار .
وقال : "ثنا أبو عبد الله بن منده جمح بن أبان المؤذن . ثنا هشام بن خالد ثنا ، عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال: أنس مكة وعلى رأسه المغفر . إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل
لفظ تمام ورواته ثقات، لكني أظن أن دلس فيه تدليس التسوية، لأن الوليد بن مسلم ذكر في كتاب الموطآت أن جماعة من الأئمة الكبار رووه عن الدارقطني فعد فيه مالك الأوزاعي وابن جريج وغيرهم. ثم وجدته في المديح وابن عيينة أخرجه من طريق للدارقطني المؤمل بن الفضل ، عن قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ، عن مالك . الزهري
وهكذا رواه في الأقران من طريق أبو الشيخ محمد بن كثير عن ، عن الأوزاعي ، فترجح أن مالك الوليد دلسه.
[ ص: 661 ] وقد وجدته من رواية محمد بن مصعب عن - أيضا - قال الأوزاعي في تاريخه: "أنا الخطيب الحسن بن محمد الخلال ". أنا علي بن عمرو بن سهل الحريري . ثنا محمد بن الحسن بن مقسم من أصل كتابه. ثنا موسى بن الحسن بن أبي عباد ثنا محمد بن مصعب القرقساني . ثنا عن الأوزاعي فذكره، قال الزهري : هذا وهم على الخطيب محمد بن مصعب ، فإنه إنما رواه عن لا عن مالك . الأوزاعي
قلت: فكأن الراوي عنه سلك الجادة، لأنه مشهور بالرواية عن لا عن الأوزاعي - والله أعلم - . مالك
وأما رواية فرواها عقيل بن خالد أبو الحسين بن جميع الحافظ في "معجمه" قال: ثنا محمد بن أحمد هو الخولاني . ثنا أحمد بن رشدين (هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين) حدثني أبي عن أبيه عن ، عن ابن لهيعة عقيل عن عن ابن شهاب - رضي الله عنه - أنس مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "اقتلوه" . عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 662 ] أنه دخل
قال ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ محرما. ابن شهاب
رواته معروفون إلا أن فيهم من تكلم فيه، وليسوا في حد الترك بل يخرج حديثهم في المتابعات - والله الموفق - .
وأما رواية ، فقال يونس بن يزيد في "كتاب الإرشاد" له حدثني أبو يعلى الخليلي جعفر بن محمد الأندلسي حدثني أبو بكر: أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر ، حدثني أبي حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أنا عمي عن عبد الله بن وهب مالك ، عن ويونس بن يزيد عن الزهري - رضي الله عنه - قال: أنس مكة وعليه مغفر" . "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل
قال الخليلي : رواه الحفاظ عن عن (عبد الله) بن وهب وحده ليس فيه مالك يونس .
قال لي جعفر : حدثنا به من أصل كتابه العتيق قال : وأبوه من الثقات. أحمد
[ ص: 663 ] قلت: كلامه يشعر بتفرد ابن أخي عن عمه به وهو كذلك لكن له طريق أخرى عن ابن وهب يونس كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وقرأت بخط الحافظ أبي علي البكري ، قال: قرأت بخط أنا الحافظ أبي الوليد بن الدباغ أبو محمد بن عتاب أنا أبو عبد الله بن عائذ إجازة قال: أنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن إسماعيل فذكره.
وأما رواية محمد بن أبي حفصة ، فقال : "في الرواة عن الخطيب " أنا مالك أبو بكر محمد بن الفرج بن علي البزار . أنا محمد بن إسحاق القطيعي الحافظ .
[ ص: 664 ] حدثني عبدان بن هشيم بن عبدان . ثنا النضر بن هارون السيرافي ثنا أحمد بن داود بن راشد البصري القرشي ، ثنا مهدي بن هلال الراسبي ثنا مالك بن أنس ويونس بن يزيد عن ومحمد بن أبي حفصة عن الزهري - رضي الله عنه - قال: أنس مكة وعلى رأسه - صلى الله عليه وسلم - مغفر فقيل له: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة قال - صلى الله عليه وسلم - : اقتلوه . إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل يوم الفتح
لكن مهدي بن هلال ضعيف جدا.
وأشار إلى ذلك فقال: "لم ينفرد به الحافظ أبو الوليد الدباغ بل وقع لي من رواية مالك يونس وابن أبي حفصة كلهم عن ومعمر . الزهري
وأما رواية فقال سفيان بن عيينة في مسنده ثنا أبو يعلى محمد بن عباد المكي ثنا عن سفيان وهو ابن عيينة عن الزهري - رضي الله عنه - قال: أنس مكة وعليه مغفر . "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل
هكذا رويناه في مسند - روايتي أبي يعلى ابن المقرئ وابن حمدان .
وكذا رويناه في فوائد بشر بن أحمد الإسفرائيني ، عن ورجاله رجال أبي يعلى . مسلم
لكن رواه من طريق النسائي عن الحميدي عن ابن عيينة عن [ ص: 665 ] مالك ، فيحتمل أن يكون الزهري دلسه حين حدث به ابن عيينة أو سواه محمد بن عباد فقد قدمنا عن محمد بن عباد أنه عد الدارقطني في الأكابر الذين رووه عن ابن عيينة . مالك
وأما رواية أسامة بن زيد الليثي ، فرواه في "تاريخ الحاكم نيسابور " في "الضعفاء" من طريق وابن حبان عبد السلام بن أبي فروة النصيبي عن عبد الله بن موسى عن أسامة بن زيد عن عن الزهري - رضي الله تعالى عنه - قال: أنس مكة وعلى رأسه المغفر لكن إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عبد السلام ضعيف جدا.
وأما رواية ، فرواها ابن أبي ذئب ابن المقري في معجمه في الحلية عنه (عن وأبو نعيم عمرو بن أحمد بن جابر الرملي ) عن محمد بن يعقوب الفرجي عن أحمد بن عيسى ، عن ابن أبي فديك عن عن ابن أبي ذئب مثله - والله تعالى أعلم - . الزهري
لكن أحمد بن عيسى أبو الطاهر ضعيف.
[ ص: 666 ] وأما رواية عبد الرحمن ومحمد ابني عبد العزيز فرويناه في فوائد أبي محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني ، قال:
ثنا أحمد بن الخليل بن ثابت ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا معمر ومالك ومحمد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن عبد العزيز سمعوا يخبر عن الزهري - رضي الله تعالى عنه- به . أنس
والواقدي ضعيف وعبد الرحمن ضعفه . أبو حاتم
وأما رواية محمد بن إسحاق وبحر بن كنيز السقا ، فذكر الحافظ أبو محمد جعفر الأندلسي نزيل مصر فيما خرجه من حديث أحمد بن محمد بن عمر الجيزي من روايته عن شيوخه المصريين قال - بعد أن أخرج هذا الحديث من رواية - : "اشتهر أن ابن أخي الزهري تفرد به وقد وقع لنا من رواية بضعة عشر نفسا رووه غير مالكا ، منهم مالك أبو أويس ومحمد بن إسحاق وبحر بن كنيز السقا وذكر بعض من ذكرنا".
قلت: ولم يقع لي روايتها إلى الآن وأخبرني بعض الحفاظ أنه وقف على رواية ابن إسحاق له عن في "مسند الزهري " مالك . لأبي أحمد بن عدي
[ ص: 667 ] قلت: وقد تقدم في ذكر رواية أن ابن أخي الزهري ابن إسحاق رواه عنه عن عمه - فالله أعلم - .
ثم وقع لي من طريق عن ابن وهب ابن إسحاق عن لكنه قال عن الزهري عن عروة عائشة - رضي الله تعالى عنها - .
رويناه في فوائد بإسناد ضعيف. أبي إسماعيل الهروي الحافظ
وأما رواية ، فذكرها صالح بن أبي الأخضر عقب رواية الحافظ أبو ذر الهروي له عن البخاري يحيى بن قزعة عن . مالك
قال : "لم يرو حديث المغفر أحد عن أبو ذر إلا الزهري وقد وقع لنا عن مالك عن صالح بن أبي الأخضر وليس الزهري صالح بذاك .
قلت: ولم تقع لي هذه الرواية إلى الآن.
وأما رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي الموالي ، فرواها "في الأفراد" الدارقطني وموسى بن عيسى السراج في "فوائده" كلاهما عن عبد الله بن [ ص: 668 ] أبي داود ثنا إسحاق بن الأخيل العنسي ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا ابن أبي الموالي ، عن ، عن الزهري - رضي الله تعالى عنه - . أنس
قال : تفرد به الدارقطني عثمان بن عبد الرحمن عن ابن أبي موالي واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي الموالي .
قلت: وعثمان هو الوقاصي - ضعيف جدا.
ورويناه - أيضا - من طريق يزيد الرقاشي ، عن - رضي الله عنه - متابعا أنس . للزهري
رويناه في فوائد ، نزيل أبي الحسن الفراء الموصلي مصر ويزيد ضعيف.
وروينا هذه القصة - أيضا - من حديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - كما تقدم قريبا.
ومن حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - وحديثهما في "السنن" وأبي برزة الأسلمي . للدارقطني
ومن حديث - رضي الله تعالى عنه – وهو في المشيخة الكبرى" علي بن أبي طالب لأبي محمد الجوهري .
ومن طريق سعيد بن يربوع ، - رحمه الله تعالى [ ص: 669 ] عليهما - وهما في مستدرك والسايب بن يزيد وألفاظهم مختلفة. الحاكم
فهذه طرق كثيرة غير طريق ، عن مالك عن الزهري - رضي الله عنه - فكيف يجمل ممن له ورع أن يتهم إماما من أئمة المسلمين بغير علم ولا اطلاع. أنس
ولقد أطلت في الكلام على هذا الحديث، وكان الغرض منه الذب عن أعراض هؤلاء الحفاظ، والإرشاد إلى عدم الطعن والرد بغير اطلاع.
وآفة هذا كله الإطلاق في موضع التقييد.
فقول من قال من الأئمة: إن هذا الحديث تفرد به عن مالك ليس على إطلاقه، إنما المراد به بشرط الصحة. الزهري
وقول : إنه رواه من طرق غير طريق ابن العربي إنما المراد به في الجملة سواء صح أو لم يصح، فلا اعتراض ولا تعارض. مالك
وما أجود عبارة في هذا فإنه قال - بعد تخريجه - : "لا يعرف (كبير أحد) رواه عن الترمذي غير الزهري . مالك
وكذا عبارة : "لا يصح إلا من رواية ابن حبان ، عن مالك " . الزهري
فهذا التقييد أولى من ذلك الإطلاق.
[ ص: 670 ] وهذا بعينه حاصل في الكلام على حديث "الأعمال بالنيات" والله الموفق.
تنبيه:
مثل للشاذ بمثال يتجه عليه من الاعتراض أشد مما اعترض به على المصنف، فإنه أخرج من طريق الحاكم محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن - رضي الله تعالى عنه - قال: "كان منزلة أنس بن مالك - رضي الله عنه - من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير . قيس بن سعد
قال : "هذا الحديث شاذ، فإن رواته ثقات وليس له أصل عن الحاكم - رضي الله تعالى عنه - ولا عن غيره من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بإسناد آخر" . أنس
قلت: وهذا الحديث أخرجه في صحيحه من هذا الوجه، البخاري موافق على صحته إلا أنه يسميه شاذا [ ص: 671 ] ولا مشاحة في التسمية. والحاكم
وفي الجملة فالأليق في ما عرف به حد "الشاذ" - والله أعلم - . الشافعي