51 - ومنها قوله: (ع): "إن رواية من طريق ابن عبد البر محمد بن كثير ، عن بلفظ الافتتاح أرجح من رواية الأوزاعي الوليد عنه في طريق إسحاق ابن أبي طلحة التي أحال بها على رواية ، لأنه لم يصرح عند قتادة بسماعه له من مسلم . الأوزاعي
أقول: أحفظ من الوليد بن مسلم محمد بن كثير بكثير، ومع ذلك فقد صرح بسماعه له فيما أخرجه في مستخرجه من طريق أبو نعيم دحيم عنه قال: حدثني وهشام بن عمار ، وكذا أخرجه الأوزاعي من طريق الدارقطني هشام ثنا الوليد ثنا . الأوزاعي
وأما تردد الشيخ في لفظ إسحاق هل هو مثل حديث بلفظه أو بمعناه، فقد بينه قتادة في جزء القراءة خلف الإمام فرواه عن البخاري محمد بن مهران شيخ فيه ولفظه مثل رواية مسلم سواء، إلا أنه لم يقل الزيادة التي زادها قتادة الوليد . وكذلك بينه في صحيحه بيانا شافيا فإنه رواه كما قدمناه من طريق أبو عوانة ، عن بشر بن بكر قال: كتب إلي الأوزاعي فذكره بتمامه. قتادة
[ ص: 757 ] ثم أخرجه من طريق ، عن دحيم الوليد ، وعن يوسف بن سعيد عن محمد بن كثير كلاهما، عن ، عن الأوزاعي إسحاق ، عن - رضي الله عنه - قال مثله إلى قوله: الحمد لله رب العالمين. يعني ولم يذكر اللفظ الزائد في حديثه عن أنس ، عن قتادة - رضي الله تعالى عنه - وهو قوله: أنس . لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها
ورواه في صحيحه من طريق ابن حبان محمد بن عبد الرحمن بن سهل ولفظه . "يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين فيما يجهر به"
لما ساق حديث ومسلم ، عن كتاب الأوزاعي وعطف عليه حديث قتادة ، عن الأوزاعي إسحاق قال: "فذكر ذلك" لم يزد فقوله: "فذكر ذلك" محتمل أن يكون يريد ذكره باللفظ أو بالمعنى.
وقد تبين بما حررناه أنه إنما رواه بالمعنى، لأن في إحدى الروايتين ما ليس في الأخرى - والله أعلم -.
[ ص: 758 ] تنبيه:
قد قدمنا أن رواية محمد بن كثير رواها في "صحيحه" وكذلك أخرجها أبو عوانة في "شرح معاني الآثار" أبو جعفر الطحاوي وأبو بكر الجوزقي في "المتفق" فعزوها إلى رواية أحدهم أولى من عزوها إلى لتأخر زمانه - والله الموفق. ابن عبد البر