[ ص: 760 ] 53 - ومنها قوله: (ع): "والجواب ما أجاب به أبو شامة أنها مسألتان".
فسؤال عن الاستفتاح بأي سورة. قتادة
وفي "صحيح " أن مسلم قال: "نحن سألناه عنه". قتادة
قلت: وفيه نظر; لأنه يوهم أن الحمل المذكور في صحيح وليس كذلك، فإن مسلم قال - في صحيحه . "ثنا مسلما ثنا محمد بن المثنى محمد بن جعفر . ثنا قال: سمعت شعبة يحدث عن قتادة - رضي الله عنه - قال: أنس وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله تعالى عنهم - فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
ثنا . ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو داود - هو الطيالسي - وزاد قال شعبة فقلت شعبة : أسمعته من لقتادة - رضي الله عنه - ؟ أنس
قال : نعم نحن سألناه.
فهذا اللفظ صريح في أن السؤال كان عن عدم سماع القراءة لا عن [سماع] الاستفتاح بأي سورة.
وقد روى في "الجهر بالبسملة" هذا الحديث من طريق أخرى عن الخطيب ، عن أبي داود الطيالسي ولفظه: شعبة وأبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - كانوا لا يستفتحون القراءة بـ بسم الله الرحمن الرحيم. "إن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال : قلت شعبة : أسمعته من لقتادة ؟ [ ص: 761 ] قال: نعم نحن سألناه عنه. أنس
وقال في مسنده : ثنا أبو يعلى أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عن أبو داود ، عن شعبة عن قتادة - رضي الله عنه - قال: أنس أبي بكر وخلف وعمر عثمان رضي الله عنهم فلم يكونوا يستفتحون القراءة بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) . "صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وخلف
قال : فقلت شعبة : أسمعته من لقتادة - رضي الله عنه؟ أنس
قال: نعم ثم سألت - رضي الله تعالى عنه - أنسا
وهكذا رواه في "زيادات المسند" من حديث عبد الله بن أحمد . أبي داود الطيالسي
وكذا أخرجه عن الإسماعيلي عبد الله بن ناجية ، عن محمد بن المثنى ، عن وبندار . أبي داود
وكذا أخرجه في "مستخرجه" من طريق "مسند أبو نعيم أبي [ ص: 762 ] داود " وكذلك رواه عمر بن مرزوق ، عن بلفظ: شعبة "يستفتحون بالحمد لله رب العالمين" .
وفيه: "نحن سألناه عن ذلك".
أخرجه في "المستخرج" - أيضا - . أبو نعيم
فوضح بذلك أن سؤال ، ليس مخالفا لسؤال قتادة أبي سلمة فطريق الجمع بينهما أن يقال: إن سؤال أبي سلمة كان متقدما على سؤال بدليل قوله - في روايته - : "لم يسألني عنه أحد قبلك" فكأنه كان إذ ذاك غير ذاكر لذلك، فأجاب (بأنه) لا يحفظه، ثم سأله قتادة عنه فتذكر ذلك، وحدثه بما عنده فيه. قتادة
وأما احتجاج أبي شامة على أن سؤال له في الحديث الذي أخرجه قتادة عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وجواب البخاري - رضي الله عنه - أنها كانت مدا حيث أجاب بالبسملة دون غيرها من آيات القرآن دل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالبسملة في قراءته . أنس
ففيه نظر، لأنه يحتمل أن يكون ذكر للبسملة على سبيل المثال لقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينتهض الدليل على ذلك. أنس