ذكر البيان بأن الأمر بالمحافظة على العصرين إنما هو أمر تأكيد عليهما من بين الصلوات لا أنهما يجزيان عن الكل
1742 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة ، بفم الصلح قال : حدثنا إسحاق بن شاهين قال : حدثنا عن خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عبد الله بن فضالة عن أبيه ، قال : حافظوا على الصلوات وحافظوا على العصرين قلت : يا رسول الله ، وما العصران ؟ قال : صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان فيما علمنا قال : .
[ ص: 36 ] قال رضي الله عنه : سمع أبو حاتم هذا الخبر من داود بن أبي هند أبي حرب بن أبي الأسود ، ومن عبد الله بن فضالة عن فضالة ، وأدى كل خبر بلفظه ، فالطريقان جميعا محفوظان .
والعرب تذكر في لغتها أشياء على القلة والكثرة ، وتطلق اسم " القبل " على الشيء اليسير ، وعلى المدة الطويلة ، وعلى المدة الكبيرة ، كقوله صلى الله عليه وسلم في أمارات الساعة : يكون من الفتن قبل الساعة كذا ، وقد كان ذلك منذ سنين كثيرة ، وهذا يدل على أن اسم " القبل " يقع على ما ذكرنا ، لا أن القبل في اللغة يكون مقرونا بالشيء حتى لا يصلي الغداة إلا قبل طلوع الشمس ، ولا العصر إلا قبل غروبها إرادة إصابة القبل فيها .