[ ص: 607 ] ذكر خبر ثالث يصرح بأن الزجر عن المخابرة والمزارعة اللتين نهى عنهما إنما زجر عنه إذا كان على شرط مجهول
5199 - أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي أبو يزيد المعدل بالبصرة قال : حدثنا عبد الواحد بن غياث قال : حدثنا قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، فيما يحسب عبيد الله بن عمر عن أبو سلمة عن نافع ، ابن عمر أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض ، والزرع ، والنخل ، فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء ، ويخرجون منها ، فاشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا ، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة ، فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب ، كان احتمله معه إلى خيبر ، حين أجليت النضير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعم حيي : ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير ؟ فقال : أذهبته النفقات والحروب ، فقال صلى الله عليه وسلم : العهد [ ص: 608 ] قريب والمال أكثر من ذلك ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ، فمسه بعذاب ، وقد كان الزبير بن العوام حيي قبل ذلك قد دخل خربة ، فقال : قد رأيت حييا يطوف في خربة هاهنا ، فذهبوا فطافوا ، فوجدوا المسك في خربة فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني أبي حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب ، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وذراريهم ، وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا ، وأراد أن يجليهم منها ، فقالوا : يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ، ونقوم عليها ، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها ، فكانوا لا يتفرغون أن يقوموا ، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان يأتيهم كل عام يخرصها عليهم ، ثم يضمنهم الشطر ، قال : فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة خرصه ، وأرادوا أن يرشوه ، فقال : يا أعداء الله ، أتطعموني السحت ، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير ، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم ، فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض . عبد الله بن رواحة
قال : ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيني صفية خضرة ، فقال : يا صفية ما هذه الخضرة ؟ فقالت : كان رأسي في حجر ابن أبي حقيق وأنا نائمة ، فرأيت كأن قمرا وقع في حجري ، فأخبرته بذلك فلطمني ، وقال : [ ص: 609 ] تمنين ملك يثرب ؟ قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبغض الناس إلي ؛ قتل زوجي وأبي وأخي ، فما زال يعتذر إلي ، ويقول : إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل ، حتى ذهب ذلك من نفسي ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير ، فلما كان زمن ، غشوا المسلمين ، وألقوا عمر بن الخطاب من فوق بيت ، فقال ابن عمر : من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم ، فقسمها عمر بن الخطاب بينهم ، فقال رئيسهم : لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عمر ، فقال وأبو بكر لرئيسهم : أتراه سقط عني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لك : كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو عمر الشام يوما ثم يوما ، وقسمها بين من كان شهد خيبر من عمر أهل الحديبية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل .