1374  [  700  ] وعن  عمرو بن عبسة  السلمي قال : كنت وأنا في الجاهلية - أظن أن الناس على ضلالة ، وأنهم ليسوا على شيء ، وهم يعبدون الأوثان ، قال : فسمعت برجل بمكة  يخبر أخبارا ، فقعدت على راحلتي ، فقدمت عليه ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخفيا ، جرءاء عليه قومه ، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة ،  قلت له : من أنت ؟ قال : أنا نبي الله ، فقلت : وما نبي الله ؟ قال : أرسلني الله ، فقلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ، قلت : فمن معك على هذا ؟ قال : حر وعبد . (قال : ومعه يومئذ  أبو بكر   وبلال  ممن آمن معه) . فقلت : إني متبعك . قال : إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ، ألا ترى حالي وحال الناس ؟ ولكن ارجع إلى أهلك ، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني قال : فذهبت إلى أهلي ، وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ،  وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار ، وأسأل الناس حين قدم المدينة ،  حتى قدم علي نفر من أهل يثرب  من أهل المدينة  فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟  فقالوا : الناس إليه سراع ، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك ، فقدمت المدينة ،  فدخلت عليه فقلت : يا رسول الله ! أتعرفني ؟ قال : نعم ، أنت الذي لقيتني بمكة ؟  قال : فقلت : بلى ، فقلت : يا نبي الله ! أخبرني عما علمك الله وأجهله ، أخبرني عن الصلاة ؟ قال : صل صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع ، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل ، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم أقصر عن الصلاة ، فإن حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل ، فإن الصلاة مشهودة محضورة ، حتى تصلي العصر ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس ، فإنها تغرب بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار . قال : فقلت : يا رسول الله ، فالوضوء ؟ حدثني عنه . قال : ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فيستنثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين ، إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء ، فإن هو قام فصلى ، فحمد الله وأثنى عليه ، ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه .  
رواه  أحمد   (4 \ 112)،  ومسلم   (832)،  وأبو داود   (1277)،  والنسائي   (1 \ 279 - 280)،  وابن ماجه   (1251) . 
     	
		
				
						
						
