الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1529 [ 790 ] وعن أبي هريرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=658537قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=32889ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره ؟ قالوا : بلى ، قال : فذلك حين يتبع بصره نفسه .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : شق بصره : صوابه وصحيحه : شق بفتح الشين مبنيا للفاعل ، وبرفع البصر ; أي : انفتح . يقال : شق بصر الميت ، وشق الميت بصره : إذا شخص بصره ، بفتح الخاء أيضا ، قاله صاحب الأفعال ، ولم يعرف أبو زيد الضم . nindex.php?page=treesubj&link=1986وإغماض الميت : سد أجفانه بعد موته ، وهو سنة عمل بها المسلمون كافة ، ومقصوده : [ ص: 573 ] تحسين وجه الميت ، وستر تغير بصره . والمهديون : الذين هدوا إلى الصراط المستقيم صراط الله .
وقوله : واخلفه في عقبه في الغابرين ; أي : كن الخليفة على من يتركه من عقبه ويبقى بعده ، ويعني بالغابرين : الباقين ; كما قال - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=83إلا امرأته كانت من الغابرين [ الأعراف :83 ] ; أي : من الباقين في العذاب . وغبر من الأضداد ; يقال : بمعنى : بقي ، وبمعنى : ذهب .
وقوله : إن الروح إذا قبض تبعه البصر ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : فذلك حين يتبع بصره نفسه ، يدل على أن الروح والنفس عبارتان عن معنى واحد ، وهو الذي يقبض بالموت . والله تعالى أعلم .
[ ص: 574 ] وفيهما ما يدل على أن الموت ليس عدما ولا إعداما ، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته ، وحيلولة بينهما ، ثم إن البدن يبلى ويفنى ، إلا عجب الذنب الذي منه بدئ خلق الإنسان ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة .