207 [ 113 ] وعنه ، قال : كنا عند عمر ، فقال : أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن ؟ فقال قوم : نحن سمعناه ، فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا : أجل ، قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ، ولكن أيكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن التي تموج موج البحر ؟ قال حذيفة : فأسكت القوم ، فقلت : أنا ، قال : أنت ؟ لله أبوك! قال حذيفة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها ، نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها ، نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : على أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا ; لا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه .
قال حذيفة : وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر ، قال عمر : أكسرا لا أبا لك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد! قلت : لا بل يكسر ، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت ، حديثا ليس بالأغاليط .
قال أبو خالد : فقلت لسعد : يا أبا مالك ، ما أسود مربادا ؟ قال : شدة البياض في سواد ، قال : قلت : فما الكوز مجخيا ؟ قال : منكوسا .
رواه أحمد ( 5 \ 405 ) ، ومسلم ( 144 ) .


