وَلَكِنْ دِيَافِيٌّ أَبُوهُ وَأُمُّهُ بِحَوْرَانَ يِعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقَارِبُهُ
وَقَدْ تَكَلَّفَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ رَدَّ هَذِهِ اللُّغَةِ إِلَى اللُّغَةِ [الْفَصِيحَةِ، وَهِيَ أَلَّا تَلْحَقَ هَذِهِ الْعَلَامَةُ فِي الْفِعْلَ إِذَا تَقَدَّمَ الْأَسْمَاءَ، وَرَدَّ هَذِهِ اللُّغَةَ]، وَلَا مَعْنَى لِهَذَا كُلِّهِ، وَلَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، إِذْ قَدْ صَحَّتْ هَذِهِ اللُّغَةُ نَقْلًا وَاسْتِعْمَالًا، ثُمَّ إِنَّهَا جَارِيَةٌ عَلَى قِيَاسِ إِلْحَاقِ عَلَامَةِ تَأْنِيثِ الْفَاعِلِ بِالْفِعْلِ عَلَى مَا تَحَقَّقَ بِعِلْمِ النَّحْوِ.طَبَاقَاءُ لَمْ يَشْهَدْ خُصُوًا وَلَمْ يَقُدْ رِكَابًا إِلَى أَكْوَارِهَا حِينَ تُعْكَفُ
يَا بِأَبِي أَنْتِ وَفُوكِ الْأَشْنَبُ
كَأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهِ الزَّرْنَبُ
أَوْ زَنْجَبِيلٌ عَاتِقٌ مُطَيَّبُ
قِصَارُ الْبُيُوتِ لَا تُرَى صَهَوَاتُهَا مِنَ اللُّؤْمِ حَشَّامُونَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ
قَصُرَتْ حَمَائِلُهُ عَلَيْهِ فَقَلَصَتْ وَلَقَدْ تَمَطَّطَ بَيْنَهَا فَأَطَالَهَا
مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ تَجِدْ حَطَبًا جَزْلًا وَنَارًا تَأَجَّجَا
لَهُ نَارٌ تُشَبُّ عَلَى يَفَاعٍ إِذَا النِّيرَانُ أُلْبِسَتِ الْقِنَاعَا
وَمَا الْفَقْرُ مِنْ أَرْضِ الْعَشِيرَةِ سَاقَنَا إِلَيْكَ وَلَكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ
تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِهَا مِنَ الشِّوَاءِ وَيُرْوِي شُرْبَهُ الْغُمَرُ
أَبَتِ الرَّوَادِفُ وَالثُّدِيُّ لِقُمْصِهَا مَسَّ الْبُطُونِ وَأَنْ تَمَسَّ ظُهُورَا
أَمِنْ دِمْنَتَيْنِ عَرَّجَ الرَّكْبُ فِيهِمَا بِحَقْلِ الرُّخَامَى قَدْ عَفَا طَلَلَاهُمَا
أَقَامَتْ عَلَى رَبْعَيْهِمَا جَارَتَا صَفًا كُمَيْتَا الْأَعَالِي جَوْنَتَا مُصْطَلَاهُمَا
إِذَا جَاوَزَ الِاثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ بِنَثٍّ وَتَكْثِيرِ الْوُشَاةِ قَمِينُ
نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى مَا الْحُبُّ إِلَّا لِلْحَبِيبِ الْأَوَّلِ
ولكن ديافي أبوه وأمه بحوران يعصرن السليط أقاربه
وقد تكلف بعض النحويين رد هذه اللغة إلى اللغة [الفصيحة، وهي ألا تلحق هذه العلامة في الفعل إذا تقدم الأسماء، ورد هذه اللغة]، ولا معنى لهذا كله، ولا يحتاج إليه، إذ قد صحت هذه اللغة نقلا واستعمالا، ثم إنها جارية على قياس إلحاق علامة تأنيث الفاعل بالفعل على ما تحقق بعلم النحو.طباقاء لم يشهد خصوا ولم يقد ركابا إلى أكوارها حين تعكف
يا بأبي أنت وفوك الأشنب
كأنما ذر عليه الزرنب
أو زنجبيل عاتق مطيب
قصار البيوت لا ترى صهواتها من اللؤم حشامون عند الشدائد
قصرت حمائله عليه فقلصت ولقد تمطط بينها فأطالها
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
له نار تشب على يفاع إذا النيران ألبست القناعا
وما الفقر من أرض العشيرة ساقنا إليك ولكنا بقربك نبجح
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها من الشواء ويروي شربه الغمر
أبت الروادف والثدي لقمصها مس البطون وأن تمس ظهورا
أمن دمنتين عرج الركب فيهما بحقل الرخامى قد عفا طللاهما
أقامت على ربعيهما جارتا صفا كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
إذا جاوز الاثنين سر فإنه بنث وتكثير الوشاة قمين
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول