الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4493 [ 2364 ] وعنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661501كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا أم سليم ، فإنه كان يدخل عليها، فقيل له في ذلك فقال : " nindex.php?page=treesubj&link=31532_33402إني أرحمها ، قتل أخوها معي" .
وَكَانَتْ nindex.php?page=showalam&ids=11088أُمُّ سُلَيْمٍ مِنْ عُقَلَاءِ النِّسَاءِ وَفُضَلَائِهِنَّ ، شَهِدَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أُحُدًا وَحُنَيْنًا ، رَدَّتْ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَحَادِيثَ ، خَرَجَ لَهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ .
و (قول nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ـ رضي الله عنه ـ : nindex.php?page=treesubj&link=31532_25018كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يدخل على النساء [ إلا على أزواجه إلا nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم ") إنما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يدخل على النساء ] ، عملا بما شرع من المنع من الخلوة بهن ، وليقتدى به في ذلك ، ومخافة أن يقذف الشيطان في قلب أحد من المسلمين شرا فيهلك ، كما قال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=199صفية المتقدم ، ولئلا يجد المنافقون ، وأهل الزيغ مقالا ، وإنما خص nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم بالدخول عندها ، لأنها كانت منه ذات محرم بالرضاع كما تقدم ، وليجبر قلبها من فجعتها بأخيها ، إذ كان [ ص: 363 ] قد قتل معه في بعض حروبه ، وأظنه يوم أحد ، ولما علم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فضلها ، كما دل عليه رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إياها في الجنة .
وأم سليم هذه هي : ابنة ملحان بن زيد بن حرام من بني النجار ، وهي : أم nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك بن النضر ، كانت أسلمت مع قومها ، فغضب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لذلك ، فخرج إلى الشام فهلك هنالك كافرا ، وقيل : قتل ، ثم خطبها بعده nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة ، وهو على شركه ، فأبت حتى يسلم ، وقالت : لا أريد منه صداقا إلا الإسلام ، فأسلم وتزوجها ، وحسن إسلامه . فولدت له غلاما كان قد أعجب به فمات صغيرا ، ويقال : إنه أبو عمير صاحب النغير ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة غائبا حين مات ، فغطته nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم ، فجاء nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة ، فسأل عنه ، فكتمت موته ، ثم إنها تصنعت له فأصاب منها ، ثم أعلمته بموته ، فشق ذلك عليه ، ثم إنه أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره ، فدعا لهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : " بارك الله لكما في غابر ليلتكما " ، كما ذكر في الأصل ، فبورك لهما بسبب تلك الدعوة ، وولدت له : nindex.php?page=showalam&ids=16405عبد الله بن أبي طلحة ، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه ، وإخوته كانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم ، وإسحاق هو شيخ nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، واختلف في اسم nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم . فقيل : سهلة . وقيل : رملة . وقيل : مليكة . وهي nindex.php?page=showalam&ids=11088الغميصاء المذكورة في الحديث ، ويقال : nindex.php?page=showalam&ids=11088الرميصاء ، وقيل : إن بالراء هي : nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام أختها ، وخالة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
والغميصاء : مأخوذ من الغمص ، وهو ما سال من قذى العين عند البكاء والمرض ، يقال بالصاد والسين ، والرمص - بالراء - : ما تجمد منه ، قاله يعقوب وغيره .
وكانت nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم من عقلاء النساء وفضلائهن ، شهدت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحدا وحنينا ، ردت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحاديث ، خرج لها في الصحيحين أربعة أحاديث .