الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4753 [ 2533 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=401جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث : nindex.php?page=hadith&LINKID=661761nindex.php?page=treesubj&link=30515_30538_20003_16359_28673أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله قال: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك" . أو كما قال .
و (قول المتألي : والله لا يغفر الله لفلان ) ظاهر في أنه قطع بأن الله تعالى لا يغفر لذلك الرجل ، وكأنه حكم على الله ، وحجر عليه . وهذه نتيجة الجهل بأحكام الإلهية ، والإدلال على الله تعالى بما اعتقد أن له عنده من الكرامة والحظ والمكانة ، وكذلك المذنب من الخسة والإهانة ؛ فإن كان هذا المتألي مستحلا لهذه الأمور ، فهو كافر ، فيكون إحباط عمله لأجل الكفر ، كما يحبط عمل الكفار ، وأما إن لم يكن مستحلا لذلك ، وإنما غلب عليه الخوف ، فحكم بإنفاذ الوعيد ، فليس بكافر ، ولكنه مرتكب كبيرة ، فإنه قانط من رحمة الله ، فيكون إحباط عمله بمعنى أن ما أوجبت له هذه الكبيرة من الإثم يربي على أجر أعماله الصالحة ، فكأنه لم يبق له عمل صالح .
[ ص: 608 ] و (قوله : " من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان ") استفهام على جهة الإنكار والوعيد ، ويستفاد منه : تحريم nindex.php?page=treesubj&link=32456الإدلال على الله تعالى ، ووجوب التأدب معه في الأقوال والأحوال ، وأن nindex.php?page=treesubj&link=32456حق العبد أن يعامل نفسه بأحكام العبودية ، ومولاه بما يجب له من أحكام الإلهية والربوبية .
و (قوله : " فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عملك ") دليل على صحة مذهب أهل السنة : أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ، وهو موجب قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 48] وأن لله تعالى أن يفعل في عبيده ما يريد من المغفرة والإحباط ؛ إذ هو الفعال لما يريد ، القادر على ما يشاء . وقد بينا الإحباط المذكور في هذا الحديث .