الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4755 [ 2534 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=661763 " nindex.php?page=treesubj&link=27140إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم" .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد (2 \ 342)، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (2623)، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (4983).
و (قوله : " nindex.php?page=treesubj&link=27140إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم ") قال أبو إسحاق : لا أدري أهلكهم بالنصب أو بالرفع . أبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن سفيان ، الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، شك في ضبط هذا الحرف ، وقد قيده الناس بعده بالوجهين ، وكلاهما له وجه ، فإذا كان بالرفع : فمعناه أن القائل لذلك القول هو أحق الناس بالهلاك ، أو أشدهم هلاكا ، ومحمله على ما إذا قال ذلك محقرا للناس ، وزاريا عليهم ، معجبا بنفسه وعمله ، ومن كان كذلك فهو الأحق بالهلاك منهم ، فأما لو قال ذلك على جهة الشفقة على أهل عصره ، وأنهم بالنسبة إلى من تقدمهم من أسلافهم [ ص: 609 ] كالهالكين ، فلا يتناوله هذا الذم ، فإنها عادة جارية في أهل العلم والفضل ، يعظمون أسلافهم ، ويفضلونهم على من بعدهم ، ويقصرون بمن خلفهم ، وقد يكون هذا على جهة الوعظ والتذكير ليقتدي اللاحق بالسابق ، فيجتهد المقصر ، ويتدارك المفرط ، كما قال الحسن - رحمه الله - : لقد أدركت أقواما لو أدركتموهم لقلتم : مرضى ، ولو أدركوكم لقالوا : هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب .
وأما من قيده بالنصب فيكون معناه : أن الذي قال لهم ذلك مقنطا لهم : هو الذي أهلكهم بهذا القول ، فإن الذي يسمعه قد ييأس من رحمة الله فيهلك ، وقد يغلب على القائل رأي الخوارج فيهلك الناس بالخروج عليهم ، ويشق عصاهم بالقتال ، وغير ذلك ، كما فعلت الخوارج ، فيكون قد أهلكهم حقيقة وحسا ، وقيل : معناه : إن الذي قال فيهم ذلك ، لا الله تعالى ؛ فكأنه قال : هو الذي ظن ذلك من غير تحقيق ولا دليل من جهة الله تعالى . والله تعالى أعلم .