الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ 2550 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662318 " nindex.php?page=treesubj&link=24658_28796التثاؤب من الشيطان، فإن تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع".
و (قوله : " nindex.php?page=treesubj&link=24658التثاؤب من الشيطان ") التثاؤب : مصدر تثاءب مهموزا ممدودا ، ولا يقال بالواو ، ومضارعه : يتثاءب ، والاسم : الثؤباء ، كل ذلك بالهمز . قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : أصله من : ثاب الرجل ، فهو مثوب : إذا استرخى وكسل ، ونسبته للشيطان ، لأنه يصدر عن تكسيله ، فإنه قل أن يصدر ذلك مع النشاط . وقيل : نسب إليه ؛ لأنه يرتضيه .
وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم . . . " الحديث ، كما تقدم . قال : " وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك الشيطان منه " . وهذا يشعر بصحة التأويل الثاني ، فإن ضحك الشيطان منه سخرية به ، لأنه صدر عنه التثاؤب الذي يكون عن الكسل ، وذلك كله يرضيه ، لأنه يجد به طريقا إلى التكسيل عن الخيرات والعبادات ، ولذلك جاء في بعض طرق هذا الحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=662708التثاؤب في الصلاة من الشيطان " ، لأن ذلك يدل [ ص: 626 ] على كسله فيها وعدم نشاطه ، فتثقل عليه ، فيملها ، فيستعجل فيها ، أو يخل بها .
و (قوله : " فليكظم ما استطاع ") هذا خطاب لمن غلبه ذلك ، فإنه يكسره بسد فاه ما أمكن ، أو بوضع يده على فمه . وأما من أحس بمباديه فهو المخاطب في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله : " فليرده " ، ويحتمل أن يكون اللفظان بمعنى واحد .