الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
و ( قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما " nindex.php?page=treesubj&link=32280_28988_28797كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن ، فاستمسك الإنس بعبادتهم ، فنزل : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة [ الإسراء : 57 ] ) ، هذا هو المشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وروي عنه أنها نزلت فيمن كان يعبد العزير وعيسى وأمه .
قلت : والآية بحكم عمومها متناولة للفريقين ; لأن " أولئك " إشارة إلى nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56الذين زعمتم من دونه والمخاطب بـ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قل ادعوا كل من كان كذلك ، والنفر من الإنس قيل : إنهم كانوا من خزاعة . وزعمتم : ادعيتم ، ومعمولها محذوف ، تقديره : زعمتم أنهم آلهة غير الله ، فلا يملكون : أي لا يستطيعون . والضر : هو قحط سبع سنين ، والأحسن حمله على جنس الضر ; فإنهم لا يملكون كشف شيء منه كائنا ما كان ولا تحويلا ، ولا يملكون تحويل شيء من أحوالهم ولا تبديله بغيره .
[ ص: 358 ] ويبتغون : يقصدون ويطلبون . وهذه الجملة هي خبر " أولئك " ، والذين يدعون : نعت لأولئك . والوسيلة : القربة إلى الله تعالى . وأيهم أقرب ; أي : كل واحد منهم يجتهد في التقرب إلى الله تعالى بعبادته ، يريد بذلك أن يكون أقرب إليه من كل أحد . وهذا المعنى أمكن في حق العزير وعيسى وأمه ، وبهذا يتأيد القول الثاني nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس رضي الله عنهما .
و ( قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) ، هكذا حال العارف بالله تعالى بين الرجاء والخوف ، ولا بد منهما للمؤمن ، ولذلك قال بعض السلف : لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا . إلا أن الخوف أولى بالمسيء لكن بحيث لا يقنط من رحمة الله ، والرجاء أولى بالمحسن لكن بحيث لا يغتر فيكسل عن الاجتهاد في عبادة الله .