الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              52 [ 30 ] وعن ابن عمر ، قال : مر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل من الأنصار يعظ أخاه في الحياء ، فقال : الحياء من الإيمان .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 56 و 147 ) ، والبخاري ( 24 ) ، ومسلم ( 36 ) ، وأبو داود ( 4795 ) ، والترمذي ( 2618 ) ، والنسائي ( 8 \ 121 ) ، وابن ماجه ( 58 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " مر برجل يعظ أخاه في الحياء ") أي : يعذله على كثرته ، ويزجره عنه .

                                                                                              و (قوله - عليه الصلاة والسلام - : " دعه ") زجر للواعظ ; لأنه - عليه الصلاة والسلام - علم أن ذلك الشخص لا يضره الحياء في دينه ، بل ينفعه ; ولذلك قال له : دعه ، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير .

                                                                                              وقد يفرط الحياء على بعض الناس ، حتى يمنعه ذلك من القيام بحق الله تعالى من الأمر بالمعروف وتغيير المنكر ، ويحمله على المداهنة في الحق ، وكل ذلك حياء مذموم شرعا وطبعا يحرم استعماله ، ويجب الانكفاف عنه ; فإن ذلك الحياء أحق باسم الجبن والخور ، وأولى منه باسم الحياء والخفر .




                                                                                              الخدمات العلمية