[ ص: 96 ] (32) وَمِنْ بَابِ : كَيْفِيَّةِ السُّجُودِ

قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ : وَلَا يَبْسُطُ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ ; انْبِسَاطٌ : مَصْدَرٌ - عَلَى غَيْرِ مَصْدَرِ - يَبْسُطُ ، لَكِنَّ لَمَّا كَانَ انْبَسَطَ مِنْ بَسَطَ ; جَاءَ الْمَصْدَرُ عَلَيْهِ ; كَقَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا [ نُوحٍ :17 ] كَأَنَّهُ قَالَ : أَنْبَتَكُمْ ، فَنَبَتُّمْ نَبَاتًا . وَمِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ nindex.php?page=treesubj&link=32110_25845نَهْيُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ ، وَلَا شَكَّ فِي كَرَاهِيَةِ هَذِهِ الْهَيْئَةِ ، وَلَا فِي اسْتِحْبَابِ نَقِيضِهَا ، وَهِيَ التَّجْنِيحُ الْمَذْكُورُ فِي الْأَحَادِيثِ بَعْدَ هَذَا مِنْ فِعْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - ، وَهُوَ التَّفْرِيجُ وَالتَّخْوِيَةُ . وَالْحِكْمَةُ فِي كَرَاهِيَةِ تِلْكَ وَاسْتِحْبَابِ هَذِهِ : أَنَّهُ إِذَا جَنَحَ كَانَ اعْتِمَادُهُ عَلَى يَدَيْهِ فَيَخِفُّ اعْتِمَادُهُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَلَا يَتَأَثَّرُ أَنْفُهُ ، وَلَا جَبِينُهُ ، وَلَا يَتَأَذَّى بِمُلَاقَاةِ الْأَرْضِ ، فَلَا يَتَشَوَّشُ هُوَ فِي الصَّلَاةِ ، بِخِلَافِ مَا إِذَا بَسَطَ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ اعْتِمَادُهُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَحِينَئِذٍ يَتَأَذَّى ، وَيُخَافُ عَلَيْهِ التَّشْوِيشُ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ السَّمَرْقَنْدِيِّ : [ ص: 97 ] يَجْنَحُ ، مُخَفَّفًا ، وَلَا مَعْنَى لَهُ ، بَلِ الصَّوَابُ التَّشْدِيدُ .