الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              الركن الرابع : المحكوم فيه : وهو الفعل ، إذ لا يدخل تحت التكليف إلا الأفعال الاختيارية . وللداخل تحت التكليف شروط

              الأول : صحة حدوثه لاستحالة تعلق الأمر بالقديم والباقي وقلب الأجناس والجمع بين الضدين وسائر المحالات التي لا يجوز التكليف بها عند من يحيل تكليف ما لا يطاق ، فلا أمر إلا بمعدوم يمكن حدوثه .

              وهل يكون الحادث في أول حال حدوثه مأمورا به كما كان قبل الحدوث أو يخرج عن كونه مأمورا كما في الحالة الثانية من الوجود ؟ اختلفوا فيه ، وفيه بحث كلامي لا يليق بمقاصد أصول الفقه ذكره

              الثاني : جواز كونه مكتسبا للعبد حاصلا باختياره ، إذ لا يجوز تكليف زيد كتابة عمرو وخياطته وإن كان حدوثه ممكنا ، فليكن مع كونه ممكنا مقدورا للمخاطب

              الثالث : كونه معلوما للمأمور معلوم التمييز عن غيره حتى يتصور قصده إليه ، وأن يكون معلوما كونه مأمورا به من جهة الله تعالى حتى يتصور منه قصد الامتثال ، وهذا يختص بما يجب فيه قصد الطاعة والتقرب .

              فإن قيل : فالكافر مأمور بالإيمان بالرسول عليه السلام وهو لا يعلم أنه مأمور به . قلنا : الشرط لا بد أن يكون معلوما أو في حكم المعلوم ، بمعنى أن يكون العلم ممكنا بأن تكون الأدلة منصوبة والعقل والتمكن من النظر حاصلا ، حتى إن ما لا دليل عليه أو من لا عقل له مثل الصبي والمجنون لا يصح في حقه

              الرابع : أن يكون بحيث يصح إرادة إيقاعه طاعة وهو أكثر العبادات . ويستثنى من هذا شيئان أحدهما : الواجب الأول وهو النظر المعرف للوجوب ، فإنه لا يمكن قصد إيقاعه طاعة وهو لا يعرف وجوبه إلا بعد الإتيان به .

              الثاني : أصل إرادة الطاعة والإخلاص ، فإنه لو افتقرت إلى إرادة لافتقرت الإرادة إلى إرادة وتسلسل .

              ويتشعب عن شروط الفعل خمس مسائل .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية