تنبيه [ ] الخبر المتواتر ذكره الفقهاء والأصوليون وبعض المحدثين . قال الخبر المتواتر عند أهل الحديث : وأهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص ، وإن كان ابن الصلاح ذكره . ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع أهل الحديث . الخطيب قلت : قد ذكره الحاكم ، ، وابن عبد البر ، وغيرهم . وادعى وابن حزم أنهم إنما لم يذكروه ; لأنه لم تشمله صناعتهم ، ولا يكاد يوجد في رواياتهم ; لندرته ، ومن سئل عن مثال له أعياه طلبه . قال : وليس منه حديث : { ابن الصلاح } ; لأن التواتر طرأ عليه في وسط إسناده . نعم ، حديث : { إنما الأعمال بالنيات } متواتر ، رواه الجم الغفير من الصحابة ، ومن بعدهم عنهم ، وذكر من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أنه رواه أربعون رجلا من الصحابة . [ ص: 118 ] البزار قلت : وأنكر الحافظ ابن حبان في صدر صحيحه الخبر المتواتر ، فقال : وأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد ; لأن ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر من رواية عدلين ، روى أحدهما عن عدلين وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما استحال هذا وبطل ، ثبت أن الأخبار كلها أخبار آحاد ، ومن رد قبوله فقد رد السنة كلها ; لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد . ا هـ . وفي هذا ما يرد على الحاكم دعواه أن الشيخين اشترطا أن لا يرويا الحديث إلا برواية اثنين عن اثنين ، وهكذا .