وقد قال : إن البيهقي يقبل الشافعي ، وممن وافق مراسيل كبار التابعين إذا انضم إليها ما يؤكدها على مرسل الشافعي سعيد ، يحيى بن معين . فقالا : أصح المراسيل مرسل وأحمد بن حنبل سعيد ، واختلف أصحابنا في معنى قول : إرسال الشافعي سعيد عندنا حسن . فقيل : إن مراسيل التابعين كلهم حجة ، وإن كان نص على مرسل واحد منهم ، ليستدل به على غيره ، وقيل : لا يكون حجة ، ثم اختلف هؤلاء في معنى قوله : مرسل الشافعي سعيد حسن ، فقيل حسن في الترجيح به ، لا في الاستدلال ، وفيه ضعف ; لأنه لا يختص بمراسيل . وقيل : إنما قبلها ; لأنها وجدت مسانيد ، فإن ابن المسيب لما روى حديثه المرسل في النهي عن بيع اللحم بالحيوان . قال : وإرسال الشافعي سعيد عندنا حسن ، وجعل الخبر أصلا ; لأن مراسيله متبعة ، فوجدت كلها عن الصحابة من جهة غيره .
ورد هذا بأن منها ما لم يوجد مسندا بحال من وجه يصح ، وقيل : إنه في الجديد لا يفرق بين مرسل الخطيب وغيره في الرد ، وإنما فرق في القديم قاله ابن المسيب الماوردي . وكذا نقل التسوية عن الجديد في الكفاية " وفيه نظر ، لقول الخطيب الروياني : إن في كتاب الرهن الصغير من الأم " زعم أن [ ص: 361 ] مرسل الشافعي سعيد حجة فقط ، ويشهد له عبارة المختصر " أنه حسن ، لكن أشار ابن الرفعة إلى أن الرهن الصغير من القديم ، وإن كان من كتب الأم " ، قال : ولذلك نسب الماوردي قبول رواية إلى القديم ، فإن ثبت هذا ، فلا خلاف بين كلام ابن المسيب الماوردي والروياني ، ولكنه لم يثبت .