[ العلم الحاصل عقب النظر ] اختلف في العلم الحاصل عقب النظر ، فمن قال في الأولى بالتضمن ، أو الإيجاب الذاتي قال : إنه ضروري ، وهو المختار عند إمام الحرمين ، وإلكيا ، والغزالي في المنخول " ومن قال : إنه بالعادة فليس بضروري لجواز خرقها ، فيخرج حينئذ عن كونه ضروريا ، إذ الضروري هو الذي يلزم النفس لزوما لا يتأتى منه الانفكاك عقلا . قال إمام الحرمين في التلخيص " وتبعه ابن القشيري : وحيث قلنا : إن النظر الصحيح يتضمن ترتيب العلم بعده ، فالنظر الفاسد ، وفي الشبهة لا يقتضي الجهل ، ولا الشك ، ولا شيئا من أضداد العلم ; لأن الدليل يتعلق بمدلوله ، والشبهة لا تعلق لها بأضداد العلوم