11 - تأويل قول الله جل ثناؤه : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون
6119 - أخبرنا ، قال : أخبرنا الحسين بن حريث ، عن الفضل بن موسى ، عن سفيان بن سعيد ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : ابن عباس عيسى بدلوا التوراة والإنجيل ، فكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة ، فقيل لملوكهم : ما نجد شتما أشد من شتم يشتمونا هؤلاء ، [ ص: 481 ] إنهم يقرؤون : كانت ملوك بعد ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون
هؤلاء الآيات مع ما يعيبوننا به في أعمالنا في قراءتهم ، فادعهم ، فليقرؤوا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا ، فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل ، أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل ، إلا ما بدلوا منها ، فقالوا : ما تريدون إلى ذلك ؟ دعونا ، فقالت طائفة منهم : ابنوا لنا أسطوانة ، ثم ارفعونا إليها ، ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا ، فلا نرد عليكم ، وقالت طائفة : دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما تشرب الوحش ، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا ، وقالت طائفة : ابنوا لنا دورا في الفيافي ونحتفر الآبار ، ونحترث البقول ، فلا نرد عليكم ، ولا نقربكم ، وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم ، قال : ففعلوا ذلك ، فأنزل الله تعالى : ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها
الآخرون ، قالوا : نتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما ساح فلان ، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان ، وهم على شركهم ، لا علم لهم بإيمان [ ص: 482 ] الذي اقتدوا به ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قليل ، انحط رجل من صومعته ، وجاء سائح من سياحته ، وصاحب الدير من ديره ، فآمنوا به وصدقوه ، فقال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته
أجرين بإيمانهم بعيسى عليه السلام وبالتوراة والإنجيل وبإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم ، قال : ويجعل لكم نورا تمشون به
القرآن واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال : لئلا يعلم أهل الكتاب
الذين يتشبهون بكم ألا يقدرون على شيء من فضل الله الآية .