، وأنه من خصائص المؤمنين وسماتهم معنى التوكل على الله
وعلى ربهم يتوكلون التوكل : تفويض الأمر إليه في جميع الأمور . وقال : لا يرجون غيره . قال ابن عباس : تقديم المعمول للحصر ، وهو يفيد الاختصاص; أي : عليه ، لا على غيره . انتهى . السمين
وهذا الوصف من جملة أوصاف أهل التوحيد; لأن المشركين يثقون على آلهتهم وطواغيتهم وجبتهم ، ومنهم يرجون ، ومنهم يخافون ، وبهم يهتفون ، وإياهم يستعينون في شدائدهم وحوائجهم ، ولا يدعون الله ولا يعبدونه ، وإن عبدوه ، يشركون به غيره ، فبهذا السبب كان التوكل على الله من سمات الإيمان ، وصفات الإحسان .
الذين يقيمون الصلاة ; أي : المفروضة المكتوبة عليهم بحدودها وأركانها في أوقاتها المضروبة لها ، مع رواتبها من السنن الثابتة ، ويدخل فيها النوافل; فإنها يصدق عليها أنها صلاة ، وأن الإتيان بها بحسب القدرة والفرصة إقامة لها .
ومما رزقناهم ينفقون [الأنفال : 3] يدخل فيه : النفقة في الزكاة ، والحج ، والجهاد ، وغير ذلك من الإنفاق في أنواع البر ، ووجوه القربات ، وأسباب الخيرات .
وإنما خص الزكاة والصلاة; لكونهما أصل الخير ، وأس البر أولئك المتصفون بهذه الأوصاف هم المؤمنون حقا ; أي : الكاملون الإيمان ، [ ص: 80 ] البالغون فيه إلى أعلى درجاته وأقصى غاياته ، يقينا لا شك في إيمانهم ، وصدقا لا ريب في إيقانهم وإذعانهم . قال : برئوا من الكفر وخلصوا . ابن عباس