قال : العتيق: المتقدم في الزمان والمكان وفي الرتبة، ولذا قيل للقديم: عتيق، وللكريم: عتيق، ولمن خلص عن الرق: عتيق. الراغب
قال في «الترجمة»: العتق: الحسن، والجمال، والكرم، والنجابة، والحرية. وهذا الحديث صريح في أن المراد به هنا المعتق من النار. وقيل: سمته به أمه، والله أعلم. انتهى. والحديث نص في كونه من أهل الجنة، فقاتل الله الروافض المعتقدين بكونه من غير أهلها.
وعن -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبي هريرة جبريل، فأخذ بيدي، فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي»، فقال أبو بكر: يا رسول الله! وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي» رواه «أتاني . أبو داود
فيه فضيلة عظمى للصديق -رضي الله عنه- على جميع الأمة الإسلامية، ولمثل هذه استحق الخلافة، واختارها الله له.
[ ص: 407 ]
أتته الخلافة منقادة تجرر إليه بأذيالها فلم تك تصلح إلا له
ولم يك يصلح إلا لها
قلت: ولمعتمد خان البدخشي كتاب في هذا الباب نفيس جدا، أسماه: «تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين» جمع فيه أكثر هذه الأحاديث، ببيان أحوالها، ولا حاجة هنا إلى التطويل بذكرها؛ لأن المقصود هو إثبات مزيته وفضيلته على الصحابة، فضلا عن سائر الأمة، وهذا القدر يكفي له، عند من يؤمن بالله واليوم الآخر. وأما الجاحد المنكر لها، فلا ينفعه الكتاب، ولا الدفتر.